كتب صلاح سلام في” اللواء”: في السنوات التي أعقبت عودة العماد ميشال عون من فرنسا بدأت ظاهرة التعطيل تكبر، وضررها يصبح أكثر فداحة، بعدما تحوّلت شروط مشاركة التيار العوني في الحكومات المتعاقبة تخضع لشروط ومساومات حول ضرورة إشتراك “المرشح الفاشل” في الإنتخابات جبران باسيل، وإلا “عمرو ما يكون في حكومة”. فتكون النتيجة تعطيل ولادة الحكومة العتيدة بضعة أشهر، ريثما تحل عقدة “الصهر” الواجب إدخاله إلى الوزارة، للتعويض عن خسارته في الإنتخابات النيابية.
وظاهرة التعطيل مع التيار العوني تكررت قبل وصول “الجنرال” إلى بعبدا، بسبب الإصرار على الإحتفاظ بوزارة الكهرباء مع وزراء التيار، وبعد الوصول إلى بعبدا عبر التفرد بحصة الأسد من الوزراء المسيحيين بحجة أن كتلة التيار هي الأكثر عدداً بين الكتل النيابية المسيحية الأخرى. فكانت النتيجة قضاء نصف ولاية العهدين الأخيرين تقريباً بلا حكومة، وإدارة السلطة التنفيذية بحكومات تصريف أعمال، لا حول لها ولا فعالية.
المفارقة أن قوة باسيل في التعطيل ليست وليدة قدراته الشخصية والحزبية، أو الإدعاء بحجم تمثيله المسيحي، لأن نواب خصومه المسيحيين أكثر عدداً، ولكنه يعتمد على أصوات الثنائي الشيعي لتطيير نصاب الجلسات الإنتخابية المتتالية لمجلس النواب.
استمرار مواقف التعطيل من التيار العوني وحلفائه يعني أن فترة الشغور الرئاسي ستطول وتطول وتطول، بانتظار وصول الوحي من الخارج، وإنجاز التسويات الدولية والإقليمية المطروحة على طاولات المفاوضات، السرية منها والعلنية، والتوافق الخارجي على اسم رئيس الجمهورية العتيد، وهذا يعني أن الطرف السياسي، الذي يعتبر نفسه الأقوى مسيحياً، هو السبب الأول والأخير في إطالة فترة الشغور في المركز المسيحي الأول في الدولة العلية.