لم تنقطع يوماً اللقاءات التنسيقية بين “حزب الله” وقيادة الجيش في الشق الأمني المتعلق بالضاحية الجنوبية، واللقاءات التي تُعقد بين مسؤول الأمن والارتباط في الحزب الحاج وفيق صفا وقائد الجيش العماد جوزيف عون “دورية”، وقد تتعدى اللقاء الواحد في الشهر نفسه، ولم يُكشف عنها في السابق وتبقى بعيدة من التداول الاعلامي.
الا أن رئيس حزب “التوحيد” الوزير السابق وئام وهاب قرر الكشف عن لقاء جمع صفا بالعماد عون يوم الأربعاء الماضي، في اليرزة، وقال إن طابع اللقاء كان سياسياً وليس أمنياً.
تسريبة وهاب وصلت رسالتها الى حليف “حزب الله” رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، وخصوصاً بعد هجومه من باريس على رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وفيها وضع الحزب باسيل أمام خيارين لا ثالث لهما: إما فرنجية أو العماد عون رئيساً، بما يحمل إمكان تبني ترشيح العماد عون من “حزب الله” مضموناً سلبياً لباسيل المتهالك في الشارع المسيحي، والذي سيزيد تهالكاً في حال وصل قائد الجيش الى سدة الرئاسة بعد أن حاربه باسيل لست سنوات خلت من عهد عمه. لذلك ترى المصادر هذه التسريبة بمثابة “هزّ عصا” لباسيل ليعي وعورة الطريق التي يسلكها ونهايتها المظلمة للتيار العوني.
مصادر قيادة الجيش نفت لموقع “لبنان الكبير” أن يكون للقاء عون – صفا أي طابع سياسي، معتبرة أن ربطه بالاستحقاق الرئاسي غير دقيق. ونقلت حرصها على عدم زج المؤسسة العسكرية في حسابات القوى السياسية، وعدم استخدام اسم قائد الجيش للتصويب على أي من القوى السياسية في الاستحقاق الرئاسي.
وتقول مصادر سياسية لموقع “لبنان الكبير” إن علاقة “حزب الله” بقائد الجيش جيدة ومبنية على التنسيق الأمني الدائم، لا بل إن العماد عون وقف على رأيه في العديد من الاستحقاقات والتعيينات السابقة وأعطاه حصة الاسد فيها، إضافة الى أن قائد الجيش يعلم أن وصوله الى سدة الرئاسة يتطلب منه تنسيقاً مع “حزب الله” وإعطاءه ضمانات. وهذه الضمانات يسهل على “حزب الله” الحصول عليها، ولن يكون متضرراً من إيصاله الى سدة الرئاسة. أما جبران باسيل فسيكون أكثر المتضررين.