رأى النائب “المستقل السيادي”غسان سكاف، ان الاستحقاق الرئاسي يشهد مسارا تعطيليا واخفاقا تصاعديا، تترجمه الورقة البيضاء لما يسمى بقوى الممانعة، مقابل التزام الفريق السيادي بالأصول الدستورية، وبالقاعدة الديموقراطية عبر ترشيحه النائب ميشال معوض لرئاسة الجمهورية، معتبرا بالتالي ان هذا المشهد المأساوي، سيبقى على حاله في ظل انتفاء القدرة لدى أي من الفريقين على حسم خياره وترجيح كفة مرشحه الرئاسي، علما ان ضراوة المعركة بين صفوف الممانعة، اشد من ضراوتها بين الأخيرة والقوى السيادية.وعليه لفت سكاف في تصريح لـ «الأنباء» الكويتية الى ان حزب الله غير متحمس لانتخاب رئيس للجمهورية، وينتظر إشارة إيرانية تحدد موقعه اما سلبا واما ايجابا من الاستحقاق الرئاسي، فحزب الله الذي لطالما نادى مع انطلاق السباق بين الفريقين الممانع والسيادي الى قصر بعبدا، برئيس توافقي، انقلب على مواقفه، مع وصول بنيامين نتنياهو الى سدة الحكم في إسرائيل،، بحيث اصبح ينادي برئيس يحمي المقاومة ويجسد معادلة الرئيسين السابقين اميل لحود وميشال عون، ما يعني من وجهة نظر سكاف ان حزب الله يعتمد اليوم سياسة الدفع باتجاه إطالة أمد الفراغ الرئاسي، وتحويل لبنان الى صندوق بريد لتبادل الرسائل الإقليمية والدولية.وردا على سؤال، اكد سكاف ان الوزيرين السابقين سليمان فرنجية وجبران باسيل، يتنافسان ضمن أوركسترا الممانعة على جثة الجمهورية اللبنانية، فيما ضابط الإيقاع المايسترو حزب الله، يقف بينهما متمسكا من جهة بترشيح فرنجية الى رئاسة الجمهورية، ومن جهة ثانية بعدم خسارة حليفه ميشال عون ممثلا بباسيل كغطاء مسيحي لسلاحه، معتبرا بالتالي ان مشهدية المعركة بين صفوف الممانعة، توحي وكأن انجاز الاستحقاق الرئاسي، مرهون بتفاهم بين بنشعي والرابية.وعن ازمة توحيد الخيار الرئاسي بين صفوف المعارضة، لفت سكاف الى ان النائب ميشال معوض، هو حتى الساعة المرشح الرئاسي الوحيد المعلن عنه جديا، والذي تبنت القوى السيادية ترشيحه، فيما تقضي مهمة ما تبقى من كتلة نواب التغيير، ببعثرة أصوات المعارضة، اكثر مما هي ايصال الدكتور عصام خليفة الى بعبدا، وذلك مرده، أولا الى عدم وجود نضج سياسي لدى البعض منهم، وثانيا الى وجود تحالفات مشبوهة تحت الطاولة لدى البعض الاخر، بما يخدم بطريقة مباشرة وغير مباشرة، مصالح وتطلعات الفريق الممانع.وعن إمكانية وصول التعطيل الى تسوية رئاسية على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب»، أكد سكاف أن التوازن القائم في مجلس النواب يؤكد ان هذه الامكانية قائمة وبقوة، لكن علينا أولا انهاء مسرحية الورقة البيضاء وافقاد النصاب، وذلك بالتوازي مع تفاهم بين الفريقين، على سلة أسماء يتبارز فيها المرشحون ويفوز من يفوز، علما ان قائد الجيش العماد جوزاف عون، وبالرغم من افضلية فرنجية لدى حزب الله، قد يكون هو الأكثر تقدما باتجاه تسوية الـ«لا غالب ولا مغلوب».