يبدو ان الأسبوع الطالع سيشكل الحدود الفاصلة بين استمرار جلسات انتخاب رئيس الجمهورية بالوتيرة الشكلية الروتينية إياها التي طبعت الجلسات السبع السابقة التي عقدها مجلس النواب، او التوقف الظرفي عن الدعوات التي يوجهها رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسات الخميس بلا طائل لتمرير شهر كانون الأول، علّ وعسى تنشأ تطورات من شأنها ان تبدل مسار العقم الذي يحاصر ازمة الفراغ الرئاسي.
وكتبت” البناء”: لا حركة على الخط الرئاسي، والأفق مقفل لفتح ثغرة في جدار الازمة الرئاسية والسياسية. فالتعقيدات الداخلية معطوفة على غياب الاهتمام الدولي الفعلي بلبنان، يؤشران الى أن هذا العام سيطوى من دون انتخاب رئيس للجمهورية.وتقول مصادر نيابية لـ”البناء” إن رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي سيدعو الى جلسة يوم الخميس لانتخاب رئيس للجمهورية، سوف يعطي الملف الرئاسي في شهر كانون الأول اهتماماً سياسياً بعيداً عن جلسات الانتخاب التي سوف تتوقف الشهر المقبل لتعود في شهر كانون الثاني من العام المقبل. وتعتبر المصادر أن رئيس المجلس سيستعيض عن جلسات الخميس بتحريك اتصالاته الثنائية مع الأحزاب والكتل النيابية كافة من أجل الوصول الى توافق على انتخاب الرئيس وإنهاء الشغور في سدة الرئاسة الأولى. وتعتبر المصادر أن بري سيجري ما يشبه الاستشارات النيابية غير الملزمة بعيداً عن الأضواء من اجل الوصول الى سلة تضم مجمل أفكار القوى السياسية وطروحاتها تجاه الأسماء لرئاسة الجمهورية.
وكتبت” اللواء”: سينتهي الاسبوع النيابي بجلسة لن تخرج عن المألوف، وهي تحمل الرقم 8 بعنوان الدعوة والحضور لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان موضوع رئاسة الجمهورية بعيد عن اي مسعى تزخيم انطلاقاً من المعطيات الحقيقية وإن ما من جهة بعد أخذت على عاتقها الفعلي العمل على الدخول بجدية في رعاية تفاصيل الاستحقاق الرئاسي.
وقالت المصادر نفسها ان فرنسا تبدي اهتماماً بالملف الرئاسي لجهة انجازه غير ان ما رسم على صعيد البيان السعودي الفرنسي الاميركي منذ فترة وجيزة يبقى أساسياً، لافتة إلى ان جلسة الخميس المقبل لن تضيف شيئاً وتشكل مادة سجال نيابي.
حسب مصادر سياسية على صلة بالتيار الوطني الحر، ليس المهم انتخاب الرئيس اليوم او غداً، بل المهم الاتفاق على برنامج عمل الرئيس في ما يخص الطائف، والاصلاحات، وبرنامج بناء الدولة من التعيينات إلى الملاحقات.
وقالت المصادر: هذه نقطة خلاف كبيرة مع بكركي التي ترى الاولوية لانتخاب الرئيس بصرف النظر عن اي اعتبار آخر.
وكتبت” النهار”: اذا كانت الأجواء المتصلة بالازمة قد ازدادت تلبداً وتشاؤماً وقتامة في ظل “الاقتحامات” الإقليمية السافرة لمحور “الممانعة” للساحة اللبنانية التي ميزت الساعات الثماني والأربعين الأخيرة في ظل كلام مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي عن لبنان، كما تسريب كلام لرئيس النظام السوري بشار الأسد حول لبنان، فان هذه التدخلات ولو كانت مألوفة في تاريخ النفوذ المزدوج للنظامين الإيراني والسوري عبر حليفهما الأساسي “حزب الله” وحلفائه الاخرين شكلت تطورا حسيا ملموسا واثباتا إضافيا على الاستباحة الإقليمية للاستحقاقات اللبنانية التي تتيحها ممارسات فريق 8 اذار بالتكافل والتضامن مع الراعيين الإقليميين لهذا الفريق. ولم يكن ادل على ذلك من امتناع أي زعيم او مسؤول او نائب من هذا الفريق عن اعلان أي موقف ولو مبدئي يرفض عبره أي مداخلات خارجية من أي جهة أتت لئلا تشكل عامل تعقيد إضافيا للمسار المأزوم والانسداد المتحكم بأزمة الاستحقاق الرئاسي.
ولكن تباهي مرشد الثورة الإيرانية بتمدد نفوذ نظامه الىِ العراق وسوريا ولبنان وحديثه عن “ابطال المقاومة” في لبنان، بدا من وجهة الرصد الديبلوماسي والسياسي لتوقيت هذه “الاطلالة” بانه تثبيت المثبت لجهة ان طهران تستعرض نفوذها وسطوتها على الساحة اللبنانية لتعزيز أوراق حلفائها في معركة فرض مرشحهم او المضي في تعطيل الاستحقاق لفتح بازار الصفقات الدولية والإقليمية وتحويل لبنان ورقة ضغط ومقايضة للمرور الحتمي بطهران لانجاز الاستحقاق اللبناني.
وكتبت” نداء الوطن”: “حياد لبنان ممنوع، زمن لويس الرابع عشر انتهى، واللامركزية الإدارية الواسعة خطر وجودي”… بهذه الرسالة الثلاثية الأبعاد الموجّهة إلى عموم اللبنانيين والمسيحيين على وجه أخصّ، اختار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد عبد الأمير قبلان على طريقته تظهير الموقف الرافض لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بغير المواصفات التي حدّدها “الثنائي الشيعي”، تحت طائل التهديد بـ”أخذ البلد إلى الفتنة” كما حذر “حزب الله” أمس على لسان الشيخ نبيل قاووق، باعتبار أنّ أي رئيس لا يتمتع بهذه المواصفات سيكون رئيساً “يخدم المطالب الإسرائيلية”، مشدداً على وجوب أن تندرج مقاربة الاستحقاق الرئاسي ضمن إطار “المعادلات الداخلية الحساسة التي لا تسمح بوصول من يراهن عليه العدو” إلى قصر بعبدا.وباختصار مفيد، تقارب شخصية سياسية مخضرمة العرقلة الرئاسية من زواياها العابرة للحدود، على قاعدة إبحثوا في “العمق الاستراتيجي لإيران”، في إشارة إلى العبارة التي استخدمها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي في معرض إدراجه لبنان على قائمة الدول الخاضعة لمعادلة “العمق الإيراني”. وأوضحت أنّ “كلاماً من هذا النوع يعني حكماً بأنّ طهران لن تسمح بانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان لا يقرّ بهذه المعادلة، وهذا ما يتمّ تجسيده بشكل أو بآخر من خلال المواصفات الرئاسية التي وضعها “حزب الله” تحت عنوان “عدم الطعن بالمقاومة” بما تشكله هذه المقاومة من أهم أوراق القوة لامتدادات العمق الاستراتيجي لإيران في ساحات المنطقة”، معربةً عن قناعتها بأنّ “خامنئي وضع بهذا المعنى أسس التفاوض مع الغرب على الورقة الرئاسية اللبنانية تأكيداً على ضرورة أن تكون لطهران الكلمة الوازنة فيها”.
وقالت مصادر مواكبة عن كثب للمستجدات ل” الديار” ان المعركة الراهنة محصورة بين رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزيف عون، وان كل حديث آخر بأسماء أخرى غير جدي وفق المعطيات الراهنة. وتشير المصادر في حديث لـ «الديار» الى ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري قد يدعو لجلستين بعد لانتخاب رئيس قبل فرص الاعياد، تتخللها مواصلة الحوارات الثنائية، بعدما بات محسوما عدم استعداده لتوسيع مروحة الحوار كي يكون جامعا وشبيها بحوار ٢٠٠٦، وبخاصة بعد فشل مساعيه الاخيرة في هذا الاطار بضربة عونية- قواتية.
ولا يزال بري يحاول التسويق لفرنجية بتكليف من حزب الله، الذي لم يفقد الامل بعد في ايصال مرشحه مرة جديدة الى سدة الرئاسة. وبحسب معلومات «الديار»، فان الحزب لن يتخلى عن فرنجية، الا اذا اعلن هو انه لم يعد مرشحا، وهو امر لا يبدو على الاطلاق انه سيحصل قريبا. ويرجح البعض ان يكون بعض غزل الحزب بقائد الجيش سببه زكزكة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل من خلال القول له ان بديل فرنجية جاهز، وهو قائد الجيش لاقتناعه انه بين الرجلين يفضل باسيل الاول.
وكتبت” الاخبار”: فيما يُنتظر أن تلتحق جلسة الانتخاب الرئاسية الثامنة الخميس المقبل بسابقاتها، شكلاً ومضموناً، بدا أن كل الأطراف باتت تسلّم بأن سدّ الفراغ الرئاسي لن يكون قريباً، وأن لا جدوى من محاولات فرض رئيس مواجهة أو التعامي عن حقيقة عدم إمكان وصول رئيس معادٍ للمقاومة إلى قصر بعبدا وفق المعادلة التي وضعها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه في 11 الجاري.
وفتحت زيارة النائب جبران باسيل لقطر باب التأويلات خصوصاً أن وجوده في الدوحة يتزامن مع وجود عدد كبير من المسؤولين الأميركيين والأوروبيين والعرب. وفيما ترددت أنباء غير مؤكدة عن لقاء يمكن أن يجمعه بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قال مطلعون على مشاورات متصلة بالملف الرئاسي إن قطر ليست بعيدة من لعب دور ضمني في الملف الرئاسي، مشيرة إلى أن «مسؤولين قطريين فاتحوا باسيل باسم قائد الجيش العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية بالتزامن مع معطيات تؤكد أن فرنسا مدعومة من واشنطن والرياض باتت أقرب إلى الإعلان عن دعم ترشيحه».