كتب الان سركيس في “نداء الوطن”: تبرز مواقف عالية اللهجة أيضاً لراعي أبرشية بعلبك – دير الأحمر للموارنة المطران حنا رحمة، الذي يعبّر عن إستيائه من الوضع ويقول لـ»نداء الوطن»: «الله يستر من القادم علينا».
يُعبّر المطران رحمة عن خيبة أمله من الوضع القائم ويُرجّح أن تطول فترة الفراغ الرئاسي لأنّ «هناك قسماً أساسياً من النواب لا يقوم بدوره بالإنتخاب ويعمد إلى التعطيل». ويُذكّر بأنه قال في قداس شهداء «المقاومة اللبنانية» في معراب خريف عام 2021 إنه «على الشعب مسؤولية كبيرة وهي عدم إنتخاب من أوصله إلى «القعر»، لكن النتيجة كانت بعودة معظم الطبقة الحاكمة وعدم إجراء محاسبة بالصناديق، في حين أن من انتُخب على أساس تغييري «ما بيعرف الله وين زاتّو».
وإذا كان الغضب هو على كلّ النوّاب المعطّلين، فإنّ حصة الأسد من الغضب حسب المطران رحمة تقع على النوّاب المسيحيين المعطّلين، ويقول: «هؤلاء الذين يفرطون النصاب ليسوا بشراً، هؤلاء هم خونة ومأجورون للخارج، هؤلاء لا يمكنهم أن يكونوا أحراراً، فلماذا يخرّبون النصاب؟ ولماذا لا يتجرّأون على القول من هو مرشحهم وينتخبونه مثلما يفعل الفريق الآخر؟».ولذلك يؤكّد أن ما يفعله النوّاب المسيحيون المعطّلون «يمثّل ضربة وخنجراً قوياً يُغرز في جسد الوطن والشعب، ويجب محاسبتهم لأنهم يتركون البلاد بلا رئيس جمهورية وبلا حكومة».
وإذا كان الفراغ الرئاسي لديه شُقّ مسيحي – ماروني، فإنّ كلّ محاولات بكركي جمع ممثلي المسيحيين فشلت، لذلك يؤكّد رحمة أنّه «واهم من يعتبر أنّ الماروني يتنازل لماروني آخر عن الكرسي، فالجميع عينهم بهذا الكرسي بينما لم يعد هناك من جمهورية أو كرسي رئاسة، المطلوب كان الإتفاق على شخصية وطنية أو الإحتكام إلى الصندوق الإنتخابي إذا فشل التوافق، فهناك فريق يلتزم بمقتضيات العملية الديموقراطية، فلماذا لا يفعل ذلك الفريق الآخر؟ من هنا فإنّ أي قمة مارونية لن تنجح إذا لم يكن هناك حدّ أدنى من الإتفاق».
وأمام هذا الوضع المتأزّم، يرى أنّ «الخلاص قد يكون بالذهاب إلى البند السابع في الأمم المتحدة، وعندها يُصبح لبنان تحت وصاية دولية، نحن لا نحبّذ هذا الأمر، لكن ما الذي ينقذنا من هذه التصرّفات التي تقتل الشعب اللبناني؟ فما يقوم به بعض السياسيين هو الإجرام بعينه بحقّ الشعب، لذلك فإنّ الناس بحاجة إلى خلاص».