باسيل مرشح ونص وخمسة.. لا رئاسة قبل نيسان

30 نوفمبر 2022


تتعاطى بعض الدول الأوروبية كفرنسا وسويسرا بواقعية تجاه ازمات لبنان، فتعتبر أن حزب الله هو لاعب أساسي في المعادلة اللبنانية لا يمكن تجاوزه انطلاقا من توازن القوى الحاصل على الساحة المحلية،حيث يتمتع بحاضنة شعبية ونيابية ويتمثل في الحكومات ولا يعرقل المشاريع الاصلاحية، وبالتالي لا بد من الحوار معه اسوة بالقوى الاساسية في البلد لمساعدة لبنان وتعزيز استقراره. يأتي كل ذلك في ظل تشدد الادارة الاميركية في رفضها لقوة حزب الله ونفوذه لكنها في الوقت عينه عاجزة عن ايصال رئيس للجمهورية في لبنان لا يلبي مطالب حزب الله، وهذا يعني أن ملف رئاسة الجمهورية دخل في غيبوبة بعد أن تأزمت الأوضاع على خط مفاوضات فيينا ولقاءات العراق والتي لا تزال محاولات إعادة إحيائها متعثرة.وبالتالي يمكن القول بحسب ما ينقل عن الفرنسيين أن هناك اقتناعا دوليا،في اشارة إلى الأميركيين،بعدم تحدي حزب الله او تجاوزه.

ثلاثة مسؤولين فرنسيين مقربون جدا من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كلفوا شخصيا من قبله التواصل مع حزب الله للبحث في الملفات المتصلة بالاستحقاقات الدستورية وايجاد الحلول لكل ما هو عالق من قضايا سياسية واقتصادية. فالحزب بالنسبة إلى باريس ممر الزامي لأي حل في لبنان، ولذلك تسعى لاقناع المملكة العربية السعودية بأن التفاوض مع حزب الله لا مفر منه حول أي مرشح كان، سواء الوزير السابق سليمان فرنجية أو قائد الجيش العماد جوزاف عون أو أي مرشح آخر لرئاسة الجمهورية. فوساطة باريس على خط الرياض – حارة حريك لانصاج حل للملف الرئاسي. ففرنسا منذ العام 2007 تتواصل مع الحزب في إطار إيجاد الحلول للأزمات السياسية اللبنانية عند كل منعطف او استحقاق، فحزب الله شارك في مؤتمر سان كلو في العام 2007، كما زار نائب كتلة الوفاء للمقاومة علي فياض الـ”كي دورسيه”،في العام 2013 أي بعد مشاركة الحزب إلى جانب النظام السوري في الحرب ضد الارهاب وتصنيف الاتحاد الاوروبي يومذاك الجناح العسكري لحزب الله على لائحة الإرهاب بدعم فرنسي.الواقعية الفرنسية تجاه التعاطي مع حزب الله لا بد وأن تأخد بعين الاعتبار في الداخل اللبناني، خاصة وأن حزب الله وانسجاما مع ما يؤكده مسؤولوه منفتح على الحوار مع القوى السياسية والحزبية كافة في البلد باستثناء القوات اللبنانية، ولهذا فإن اللقاءات بين ممثلي حزب الله وممثلي البطريركية المارونية عادت من جديد وخلاصتها ايجابية كما تؤكد اوساط مطلعة لـ”لبنان 24″ فطروحات بكركي تصب في خانة ضرورة الوصول الى انتخاب رئيس خارج المحاور لكن مرضى عنه من حزب الله وهذه الطروحات في شق منها تشكل معطى ايجابيا لمقاربة البطريرك بشارة الراعي للملف الرئاسي، علما أن سيد بكركي الذي لا يضع فيتو على اسم رئيس تيار المرده سليمان فرنجية لم يعلن اي موقف متقدم تجاه دعمه حتى الساعة.بالنسبة إلى حزب الله الكل معني بالحوار للوصول إلى قواسم مشتركة مع تمسكه بالمواصفات التي اعلنها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والتي يجب أن يتمتع بها رئيس الجمهورية، ولذلك فإن قنوات الاتصال بين الحزب وحزب الكتائب عادت وفتحت منذ فترة بين الطرفين للبحث في الملف الرئاسي وشؤون البلاد، كحال اللقاء الذي حصل في كليمنصو بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا لفتح صفحة جديدة بينهما في ظل الظروف التي تمر بها البلاد.

حراك حزب الله يأتي في ظل تمسكه بترشيح فرنجية كمرشح وحيد لرئاسة الجمهورية حتى الان. ويمكن رد مقولة حتى الان، إلى واقعية الحزب بضرورة تحقيق التوافق الداخلي الذي يشكل معبرا الزاميا، فالتيار الوطني الحر يشكل عنصرا اساسيا في المعادلة في الوقت الراهن، والحزب ليس في صدد التخلي عنه، لكنه لا يريد لرهانات باسيل أن تقفل الطريق أمام فرنجية، ولذلك لن يقطع الوصال مع الاخير ولن يجمد محاولاته معه للوصول إلى حل بخصوص وصول فرنجية إلى سدة الرئاسة، فامكانية التفاهم لا تزال ممكنة رغم أن الأمور معقدة، علما أن هناك رهانات محلية على الخارج في ظل المساعي الفرنسية تجاه الرياض للقبول بفرنجية ضمن سلة متكاملة تشمل رئاسة الحكومة التي تكون للمملكة الحصة الأكبر فيها، مع الإشارة إلى أن لدى باريس اسماء بديلة لرئاسة الجمهورية لكنها لا تطرحها لاعتبارات تتصل بمضامين اتصالاتها مع حزب الله الداعم لوصول فرنجية.ورغم كل هذا الحراك، ثمة اقتناع بأن الافق مسدود موقتا. وبحسب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل كما تقول الدائرة الضيقة المحيطة به ، لا رئاسة قبل نيسان. ومرد ذلك أن باسيل يريد أن يرشح نفسه، وهو “مرشح ونص وخمسة” كما يقول مصدر سياسي بارز لـ”لبنان24″، فخلال زيارته الدوحة، تلقى وعدا من القطريين ببذل كل الجهود مع الاميركيين لرفع العقوبات عنه في شهر آذار(ربطا بترتيب اميركي داخلي يتصل باجتماعات للخزانة الاميركية)، علما ان العقوبات صدرت بقانون عن الكونغرس ومن الصعب رفعها وفق مصادر اميركية.ويقول المصدر السياسي : باسيل منع منعا باتا ترشيح اي نائب من التيار الوطني الحر لرئاسة الجمهورية، ويعمل على اساس أنه سيترشح ولن يترشح سواه من التيار البرتقالي، وجلسته مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري جاءت بطلب منه من أجل ترتيب العلاقة معه، ظنا منه أن رئيس المجلس يمكن أن يقبل به رئيسا ويكون ساعتئذ حصل على تأييد الثنائي الشيعي، كما يظن باسيل ايضاً وفق ما يخطط، أنه قد يصل إلى deal مع حزب الكتائب، من أجل انتخابه على قاعدة أنه يتمتع بحيثية مسيحية وشعبية كبيرة في حين أن زعامة فرنجية محصورة على مستوى زغرتا. وعليه فإن باسيل الذي لا تمنعه العقوبات الأميركية من الترشح وفق القانون اللبناني، يتطلع إلى إزالتها للتسويق لنفسه خارجيا. فهذا ما يفكر به ويطمح إليه.