منذ بدء الاستحقاق الرئاسي، وبالرغم من انه لم يأخذ حتى اليوم طابعا جديا يوحي بإقتراب الوصول الى انتخاب رئيس جديد، الا ان قائد الجيش العماد جوزيف عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية لا يزالان صاحبي الحظ الحقيقيين الوحيدين في لبنان بالرغم من وجود عدد لا بأس به من المرشحين الذين اعلنوا او لم يعلنوا عن ترشيحهم.
ينتظر تيار المردة ورئيسه مساعي حليفه حزب الله الذي يعتبر الرافعة الاساسية لترشيح فرنجية، والوسيط الجدي الوحيد لاقناع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بدعم فرنجية واعطائه الغطاء المسيحي الذي يحتاجه للوصول الى القصر الجمهوري.
في المقابل، يبدو أن المرشح الجدي لخصوم “حزب الله” هو قائد الجيش جوزيف عون، اذ ان هؤلاء ليسوا في وارد الذهاب الى انتخاب شخصية معادية للحزب لكنهم في الوقت نفسه لا يريدون أن تصل الى رئاسة الجمهورية شخصية متماهية ومتحالفة بشكل كامل مع حزب الله كما حصل في السنوات الاخيرة في عهد الرئيس ميشال عون.
في الاسابيع الماضية اتجه النقاش الاقليمي والدولي ليصبح اكثر اقتناعاً بضرورة طرح عون للرئاسة وذلك بسبب نجاحه الكبير في ادارة المؤسسة العسكرية وبسبب سمعته الجيدة المرتبطة بالنزاهة وهذا ما يرضي عدد من الدول الساعية لبدء مسار الانقاذ والاصلاح في لبنان.
وبحسب مصادر مطلعة فإن المملكة العربية السعودية ودولة قطر تؤيدان الى حد كبير ترشيح قائد الجيش جوزيف عون وهذا ينطبق على الفرنسيين الذين ليس لديهم فيتو على احد، كيف اذا كان قائد المؤسسة العسكرية، اما الاميركيين فتربطهم علاقة جيدة جدا بعون ولن يعارضوا وصوله.
ترشيح عون يحظى بدعم داخلي مقبول، لكن اعلانه من قبل معارضي “حزب الله” قد يؤدي الى حرق اسمه، لذلك فإن المسار الحالي يقوم على اقناع الحزب بدعم عون والسير بترشيحه قبل الاعلان الرسمي عن هذا الترشيح علناً وهذا ما تتولاه فرنسا بشكل مباشر.لكن حتى اليوم لا يبدو الحزب في وارد التخلي السهل عن مرشحه الرئاسي، اي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية خصوصا انه يراهن على تطورات سياسية اقليمية ودولية تصب في مصلحته، وعلى قدرته في اقناع حلفائه بالسير بفرنجية وايصاله الى القصر الجمهوري…