ميني صيفية و18 ألف زائر يوميًّا

4 ديسمبر 2022
ميني صيفية و18 ألف زائر يوميًّا

كل المؤشّرات تؤكّد أنّ فترة الأعياد في لبنان ستشهد حركة سياحيّة واعدة، شبيهة بالموسم الصيفي، وإن كانت لفترة زمنية لا تتعدى العشرة أيام ارتباطًا بتمضية عيدي الميلاد ورأس السنة.
 
حجوزات الطائرات مفولة

 
 
 الحجوزات في تزايد مستمر، ومطار رفيق الحريري الدولي يشهد قدوم آلاف الزوّار يوميًّا، الغالبية العظمى منهم من المغتربين الذين يأتون لتمضية الإجازة في بلدهم وبين أهلهم وأصدقائهم، كما يصل سيّاح من جنسيّات عربية وأجنبيّة. الحجوزات بالطائرات “مفولة” خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 25 من الشهر الحالي، وكل يوم سيصل إلى بيروت خلال هذه الفترة ما بين 17 و 18 ألف راكب، وفق ما أكّد لـ “لبنان 24” رئيس نقابة مكاتب السياحة والسفر جان عبود، لافتًا إلى أنّ أعداد السياح من الأخوة العرب في تزايد مستمر “معظمهم من الأردن ومصر والعراق وقد ارتفعت مقارنة بالعام الماضي، بحيت كانت تترواح بين 20 و 25%، في حين سجلّت هذا العام 38%، وهذا مؤشّر إيجابي جدًّا، فضلًا عن قدوم سياح من جنسيّات مختلفة، اختاروا لبنان لتمضية أجازة الأعياد”.
 
حجوزات الفنادق 40%وزارة السياحة التي استكملت حملة “أهلا بالطلة” بـ “عيدا عالشتوية”، تتوقع قدوم حوالي 700 ألف سائح في الأيام القليلة المقبلة ولغاية 10 كانون الثاني. الحجوزات في الفنادق سجّلت 40%، وفق ما أكّد رئيس نقابة أصحاب الفنادق واتحاد النقابات السياحية بيار الأشقر، وسط توقعات بأن تصل الحجوزات إلى 60%. نسبة الإشغال الفندقي الأعلى تُسجّل في بيروت، فضلًا عن مراكز التزلج. والإشغال الفندقي يعتمد على السائح الأجنبي، كون المغتربين لا ينزلون في الفنادق، باستثناء قلّة منهم.
 

 
أمّا أرقام الحجوزات في المطاعم فلن تتبلور إلا قبل أيام قليلة من الأعياد، يقول رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان طوني الرامي في اتصال مع “لبنان 24″، مستبشرًا خيرًا بالمؤشّرات التي بدأت تظهر في الحجوزات، لاسيما في حركة الطائرات بمعدل 90 طائرة يوميًّا.  العائدات المتوقّعة من سياحة الأعياد تقارب 1.5 مليار دولار، فهل تلجم صعود الدولار؟
 
 

 
الخبير الإقتصادي غسان أبو عضل وصف في اتصال مع “لبنان 24” الحركة السياحيّة خلال فترة الأعياد، استنادًا إلى مؤشر الحجوزات، بأنّها “ميني صيفية” معتبرًا أنّها حركة جيدة تنشّط القطاعات السياحية، وتُدخل الفريش دولار إلى البلد، وتساهم في ضبط بورصة الدولار، ولكن لا يمكن التعويل عليها، إذ أنّ انعكاساتها محدودة، نسبةً إلى الفترة الزمنية القصيرة التي يقضيها المغترب والسائح الأجنبي، كما أنّ الأموال التي تدخل إلى لبنان جرّاء السياحة وقدوم المغتربين، يُعاد إنفاقها من جديد، لاستيراد السلع والحاجيات التي استهلكها هؤلاء. ولكن في حال استُتبعت هذه الحركة السياحية بانفراج سياسي مطلع السنة المقبلة، من شأنها أن تحدث صدمة إيجابية.
 
 

 
أبو عضل لفت إلى أنّ الأموال التي دخلت إلى البلد عبر تحويلات المغتربين وعائدات السياحة، خلال أشهر الصيف الثلاثة، والتي قُدّرت بـ 6.6 مليار دولار، ساهمت بعدم ارتفاع سعر الصرف أكثر، ولكن هذا كلّه ليس حلًا، بل مسكّنات.
 
بأي حال، بلد الأرز كان وسيبقى قبلة سياحية فريدة، تجذب عشّاق السفر، لما يكتنز من ميزات سياحيّة مناخيّة وأثرية، فضلًا عن أجواء الفرح المترافقة مع مشهدية الميلاد، على رغم كلّ الصعوبات، يضاف إليها الإستقرار الأمني الذي يتمتع به، واعتباره وجهة سياحية رخيصة بعد انهيار العملة.