تعطيل انعقاد الحكومة… هزيمة سياسية لباسيل!

5 ديسمبر 2022
تعطيل انعقاد الحكومة… هزيمة سياسية لباسيل!


يتحضر “التيار الوطني الحر “ورئيسه جبران باسيل لبدء تصعيد اعلامي وسياسي ضد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بسبب المساعي التي حصلت لانعقاد جلسة لمجلس الوزراء في ظل حكومة تصريف الاعمال والفراغ الرئاسي، لكن تصعيد “التيار”بات اليوم لزوم ما لا يلزم بعد كل التطورات التي حصلت والتي تلت انتهاء عهد الرئيس ميشال عون.

لقد شكلت تهديدات باسيل بعرقلة عمل الحكومة عاملاً مساعداً له خلال مفاوضات الحكومة، حتى ان خصومه السياسيين تهيّبوا خطواته بعد انتهاء عهد عون، لكن مبالغته في مطالبه جعل امكانية التسوية معه شبه مستحيلة، لذلك فقد انتهى عهد الرئيس عون من دون تشكيل اي حكومة جديدة.لكن باسيل وصل امس الى خلاصة تقول بأنه امام سيف ذي حدين، فإما تعطيل الحكومة وتحقيق انتصار اعلامي وبالتالي الدخول في مواجهة مع الرأي العام الذي يرغب بأن تقر الحكومة بعض القرارات التي تخفف عنه بعض اوجه الازمة، او التراجع وترك الحكومة تعمل من دون تعطيلها وهذا سيسجل كخسارة سياسية قاسية جدا عليه..

الاهم ان باسيل لم يتمكن من تسويق فكرة مقاطعة جلسات مجلس الوزراء لدى جميع الوزراء المسيحيين،  اذ ان بعض الوزراء العونيين لديهم حاجات ضرورية يجب تلبيتها من خلال اقرار بعض مشاريع القوانين في الحكومة، والبعض الاخر لم يعد يستطيع التعايش مع اسلوب باسيل السياسي وحتى الشخصي، كل ذلك ساهم في تأمين ميثاقية مسيحية للحكومة تجعلها قادرة على الانعقاد، لذلك قرر باسيل ان يلعب لعبة الثلث المعطل.تأمين الميثاقية سحب من يد باسيل القدرة على الاقناع الاعلامي بأن المستهدف هو الشارع المسيحي وصلاحيات الرئيس المسيحي، بل باتت القوى السياسية المشاركة في الحكومة قادرة على الحضور في اي جلسة حكومية على اعتبار ان المشكلة المذهبية لم تعد موجودة، ومن هنا خرج حليف التيار الاساسي، اي حزب الله، عن توافقه مع باسيل وبات جاهزاً للمشاركة في الحكومة، في حال تم تأمين النصاب الدستوري.

بات باسيل وحيداً، غير قادر على المشاركة في الحكومة بسبب مواقفه التصعيدية، وغير قادر على البقاء خارجها معزولاً حتى عن حلفائه، وهنا تكمن الازمة، فكيف سيتعامل “التيار “في المرحلة المقبلة مع جميع القوى السياسية، فهل يختار التعطيل الكامل وهذا يعني التصادم مع حلفائه حتى؟ ام سيتعايش مع فكرة خسارته السياسية في معركة الحكومة؟
لا يستطيع باسيل تجاوز حزب الله بشكل فاقع كما كان يفعل ايام وجود الرئيس ميشال عون في بعبدا، اذ ان رئيس “التيار”يحتاج بشكل علني الى مساعدة حليفه في المرحلة المقبلة ليحسن شروطه التفاوضية، الرئاسية وغير الرئاسية…