كتبت “الديار”: فيما تراهن بعض القوى السياسية على مطلع العام الجديد، لدخول الاستحقاق الرئاسي اللبناني في مرحلة جديدة مختلفة عن المرحلة الحالية، كشفت مصادر بارزة ان الرهان هو على عودة تحريك ملف المفاوضات الايرانية – السعودية التي يفترض ان تعيد» خلط الاوراق» لتصبح المفاضلة بين مرشحين جديين هما رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزاف عون.
وبما ان الافق مسدود داخليا، يبدو الرهان على انضاج مفترض «للطبخة» الخارجية التي تحاول فرنسا انضاجها دون تحقيق تقدم، بفعل عدم تجاوب الاميركيين وانعدام الرغبة السعودية بالتدخل دون ثمن في المفاوضات مع ايران. واذا كانت الاطراف الداخلية تدور في حلقة مفرغة علنا، فانها وراء الكواليس تجري حساباتها دون ان تسقط منها اي احتمال، فالكل ينتظر التسوية الخارجية ويحاول عدم «حرق مراكبه».
وهنا يندرج الحوار القائم بين «القوات اللبنانية» و»تيار المردة»، ووقوف رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» في منطقة «وسطية». واذا كان «الثنائي الشيعي» يحتفظ بتوقيت اعلان تبني ترشيح فرنجية علنا، ريثما تتبلور الامور على نحو واضح، يبقى التيار الوطني الحر في موقف «محرج» لانه يخشى ان تحصل التسوية هذه المرة على حسابه، اذا حصلت التفاهمات الخارجية، ولهذا يحاول باسيل الحصول على ضمانات بدور داخلي وفك حصار خارجي، دون ان يحصل تقدم حتى الآن، حتى بعد تمايزه رئاسيا عن حزب الله.
وفي هذا السياق، اكدت مصادر ديبلوماسية ان بغداد استأنفت اتصالاتها مع طهران والرياض، لعقد جلسة تفاوض جديدة بين البلدين. وقد وجهت ايران بالامس «رسالة» ودية الى السعودية عبر الخارجية الإيرانية، التي اعلن المتحدث باسمها ناصر كنعاني أن بلاده ترحب بالمفاوضات مع السعودية لإعادة العلاقات بين البلدين، ولفت إلى أن الأرضية ممهدة لتحسين العلاقات مع الرياض. ورحب كنعاني بأي وساطة لاستئناف المفاوضات، لافتا الى ان الحكومة العراقية بذلت جهودا صادقة في الوساطة بين طهران والرياض.
ووفقا للمصادر ذاتها تحاول بغداد عقد لقاء سعودي – ايراني على مستوى قيادات اجهزة الاستخبارات، بعد ان توصلوا الى التفاهم على «نقاط كثيرة». وثمة نقاش جدي لرفع مستوى التفاوض الى مستوى وزراء الخارجية، وسيكون اللقاء السادس اذا عقد، مقدمة لرفع مستوى هذه الاتصالات. ووفقا لتلك الاوساط، فان اول المستفيدين من نجاح هذه الاتصالات وحصول تقارب سيكون لبنان، باعتباره الساحة الانسب والاسهل لاختبار نيات الطرفين.