هل يستطيع باسيل الانفصال النهائي عن حزب الله؟

8 ديسمبر 2022آخر تحديث :
هل يستطيع باسيل الانفصال النهائي عن حزب الله؟

قد تكون المرة الاولى التي يصل فيها الخلاف او التمايز بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” الى هذا المستوى الخطير، حتى بات الحديث عن فك التحالف بينهما امراً مطروحاً واكثر واقعية في ظل التصريحات العونية المليئة بالتصعيد ضد الحزب والتي تنبش ملفات قديمة بينهما.

 
 اسئلة كثيرة بدأت طرح عن سبب افتعال باسيل هذا الاشتباك السياسي والاعلامي مع الحزب، خصوصا ان حجم القضية، اي اجتماع الحكومة، ليس بهذه الاهمية الاستراتيجية كما يعتبرها” التيار”، حتى ان التصريحات العونية تحيّد حركة امل عن اي هجوم وتركز في انتقادها للحزب ولادائه.

وما زاد من التوتر هو التسريبات التي رافقت زيارة باسيل الى كل من قطر وفرنسا والحديث عن اغراءات وتقديمات تم ارسالها اليه من اجل التمايز عن الحزب في الملف الرئاسي الذي قد يكون باسيل قد وجد حجة سياسية مناسبة للقيام به، وهذا الامر في حال حصل قد يصيب العلاقة الثنائية بضرر لا يمكن اصلاحه.

لكن هل يمكن لباسيل فعلا ان ينهي تحالفه مع حزب الله؟ قد يجد رئيس التيار الوطني الحر نفسه امام فرصة جدية لاستعادة جزء من شعبيته في حال اختلف مع حزب الله وهذا الامر يدغدغه منذ مدة، لكن هذا الامر سيجعل التيار يخسر حليفه الوحيد اي حزب الله الذي امن له رافعة انتخابية كبيرة وصلت الى حدود الـ٥ او ٦ نواب.لن يكون امام باسيل خيارات كثيرة، فهو بدل ان يحافظ على وجوده السياسي كما يصرح مع قياديي تياره، سيكرس عزلته السياسية وسيخسر اخر  حلفائه السياسيين ليصبح تحت رحمة خصومه الحاليين وتحديدا المسيحيين منهم مثل القوات اللبنانية والكتائب…كما ان واقع باسيل الاقليمي والدولي لا يزال متأرجحاً بالرغم من تحسنه، لكنه لا يملك اي ضمانه بتغيير وضعيته السياسية في حال قرر مواجهة الحزب او اقله فك تحالفه معه، من دون اغفال ان باسيل يريد ثمناً اكبر من قضية رفع العقوبات المالية عنه، بل قد يطمح الى مكاسب سياسية أكبر.

لكن هناك نظرية ثانية تقول بأن ابتعاد باسيل عن الحزب كفيل لوحده بحصوله على احتضان سياسي في لبنان لا مثيل له، وقد يكون الامر مفروغا منه ولا يحتاج حتى الى ضمانات.
ستشكل جلسة الانتخاب اليوم مؤشرا على مسار العلاقة العونية بحزب الله وكيفية تطورها في المرحلة المقبلة. 

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.