يوم عوني عند الراعي و التيار يشدّ ببكركي إلى مواجهة ميقاتي

10 ديسمبر 2022
يوم عوني عند الراعي و التيار يشدّ ببكركي إلى مواجهة ميقاتي


لم تغب معالم الصراعات الداخلية الاخذة في التفاعل وبوتيرة تختلط فيها المؤثرات الطائفية والدستورية والسياسية على غرار ما يجري منذ انعقاد جلسة مجلس الوزراء في مطلع الأسبوع، والتي تركت ترددات لا تزال تتفاعل من دون توقف. وعلى رغم عدم وجود رابط مباشر بين الخلاف الحاد الذي نشأ عقب انعقاد جلسة مجلس الوزراء بين الرئيس ميقاتي والتيار الوطني الحر وحضور الأول امس لقمة الرياض العربية – الصينية، ثمة من ربط الاندفاع العوني اللافت امس تحديدا نحو بكركي عبر حركة منسقة بين مؤسس التيار الرئيس السابق ميشال عون ووارثه في رئاسة التيار النائب جبران باسيل وإعادة اطلاقهما المواقف المتصلة بالميثاقية والشراكة وما اليها، بمضي الفريق العوني في تصعيد المعركة مع ميقاتي وحلفائه الذين شاركوا في الجلسة الحكومية ومن ضمنهم “حزب الله”.

ووفق ما كتبت” النهار” فان هذه الحركة في رأي بعض الراصدين المعنيين شكلت محاولة علنية لتوظيف البعد المسيحي عبر اجتذاب بكركي الى موقف متجدد سلبي من انعقاد جلسات مجلس الوزراء بما يقلل من وقع تمثيل ميقاتي امس للبنان في قمة الرياض وبعدها في محطات داخلية وخارجية مختلفة. وبدا هذا البعد طاغيا في خلفية الزيارتين اللتين قام بهما عون وباسيل بفاصل ساعات قليلة لبكركي، في حين وضع جانبا مع التوافد العوني الى بكركي، الخلاف بين التيار العوني و”حزب الله”، وجرى تركيز الأنظار والمواقف نحو الصراع حول الواقع الحكومي سعيا الى تخفيف التناقضات المسيحية التي سرعان ما ظهرت في تراشق من بعد بين باسيل ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع حول ملف الحوار.
  
وكتبت” الاخبار”: عادت الاتصالات بشأن الملف الرئاسي إلى دائرة الضوء بقوة محلياً وخارجياً. ويبدو أن البطريرك الماروني بشارة الراعي سيكون في المرحلة المقبلة محوراً أساسياً في هذا الملف. علماً أن الجهود التي بدأها النائب جبران باسيل منذ الصيف الماضي لم تصل إلى نتيجة تحسم إقناع بكركي بإدارة الملف من زاوية أن أي رئيس للجمهورية يجب أن يحظى بشرعية حقيقية عند المسيحيين أولاً. وتنطلق مبادرة باسيل من فكرة أن الراعي يمكنه إدارة حوار مسيحي – مسيحي حول الأمر قبل الذهاب نحو تفاوض يؤمن غالبية لبنانية داعمة للمرشح الرئاسي. 
وكان باسيل زار أمس البطريرك الماروني وبحث معه في أمرين، الأول يتعلق بإمكانية أن تقود بكركي حواراً مسيحياً – مسيحياً حول الرئاسة، وقد اقترح باسيل أن يوجه الراعي دعوة إلى القيادات المسيحية البارزة، لكن الأخير أبلغه أن قائد القوات اللبنانية سمير جعجع ليس في وارد مثل هذه اللقاءات الموسعة، وأن آخرين لديهم مواقف مشابهة. ولذلك تم اقتراح أن يتولى الراعي شخصياً حوارات ثنائية مع جميع الأقطاب المسيحيين قبل الوصول إلى خلاصة في شأن الملف الرئاسي.وإلى جانب الملف الرئاسي، كان موضوع «التعدي على صلاحيات رئاسة الجمهورية» محور الاجتماعين بين الراعي وباسيل على حدة ومع الرئيس السابق ميشال عون من جهة ثانية. وكان واضحاً أن الرئيس عون لا يريد توسيع دائرة السجال العلني حول ما حصل في الملف الحكومي. 
 باسيل عادَ وأكد من بكركي أن «ما حصل بشأن انعقاد جلسة مجلس الوزراء لا يجب أن يمر بشكل عادي»، مشيراً إلى أنه استكمل مع البطريرك الراعي ما كنا بدأناه في موضوع الرئاسة، للوصول إلى شخصية تحظى بتأييد الثلثين. وهذا الموقع له رمزيته وعلينا مسؤولية بالانفتاح على الجميع»، ودعا إلى متابعة حلقته التلفزيونية يومَ غد على قناة الـ «أل بي سي»، معلقاً على الخلاف مع حزب الله بالقول «هم من يقرر مصير العلاقة. وأنا رجل مُسالم». وفيما اعتبرت مصادر بارزة أن «ما يحاول باسيل القيام به على المستوى المسيحي لن يؤتي ثماره لأن أحداً من القوى السياسية لن يقبَل به»، أشارت إلى أن «كلامه يوم الأحد سيكون مفصلياً لجهة العلاقة مع الحزب والتي سيحددها السقف الذي سيعتمده في مقاربته للأزمة»، مرجحة أن «لا يذهب بعيداً في تعميق الخلاف».
وكتب” اللواء”:طرح في اللقاءين ثلاثة مواضيع:
1- مطالبة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بموقف رافض لعقد جلسات لمجلس الوزراء.
2- دعوة لجمع القيادات المسيحية للاتفاق على مرشح واحد بدعم من الكتل المسيحية، ويضع الثنائي والكتل الاسلامية امام امر واقع..
3 – وضع بكركي في اجواء الصدام مع الثنائي الشيعي، والخلاف الكبير مع حزب الله.
ولاحظت مصادر سياسية ان الرئيس عون ظهر في بكركي، في اول لقاء له بعد انتهاء ولايته، بعد ان سبقه وريثه السياسي باسيل، في محاولة لتحوير مشكلته المستفحلة مع حزب الله الذي يدعم خصمه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة ،وكأنها مشكلة مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وما يمثله، لعقده جلسة لمجلس الوزراء، بدون موافقة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وتصوير ما حصل بانه موجه عمدا، للتعدي على حقوق المسيحيين، وصلاحيات رئيس الجمهورية، ومخالف للدستور، والميثاقية، والشراكة والعيش المشترك، بعد ان تهيب من استكمال الاشتباك السياسي مع الحزب بعد اتهامه بنعوت سيئة لم يسبق ان قالها في علاقته المتواصلة معه منذ عقد ونصف واهمها التملص من الوعود والانقلاب على التحالف وغيرها.واشارت المصادر ان عون وقبله باسيل، بدأ واضحا في نقل الخلاف السياسي على الانتخابات الرئاسية، بعد استبعاد وريثه من السباق للرئاسة، وظهور مؤشرات ووقائع من حليفه الوحيد حزب الله لدعم ترشيح فرنجية، بعد فشل كل المحاولات التي بذلها لاقناع الحزب بتبديل خياراته بهذا الخصوص، وخشيته من تفاعل الخلاف المتصاعد مع حليفه نحو متاهات غير محسوبة، تؤثر سلبا عليه، انتهج عون وباسيل اسلوب التحريض الطائفي، وكأن ما حصل هو مشكل بين المسلمين والمسيحيين لتحييد الحزب.الا ان المصادر اعتبرت محاولة عون للاستنجاد ببكركي لاعطاء دفع وزيادة لشحن النفوس والتحريض الطائفي، لاظهار الدعم والتأييد المسيحي لنهجه، بعدما ظهر وحيدا في معركته مع الحزب بخصوص الاختلاف حول ترشيح فرنجية، بانها مكشوفة ومنبوذة ولا تلقى تاييدا مسيحيا جامعا، لان الجميع يعرف ان معركة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وبدعم من عون، هي معركة شخصية وليست مسيحية، وهو يحاول الباسها الرداء الطائفي لاعادة لملمة الشارع المسيحي من حول التيار بعد الانكفاء الشعبي من حوله بفعل ممارساته المتماهية مع حليفه حزب الله ومخططاته الاقليمية المضرة للبنان واللبنانيين، والتغطية على مفاسد العهد وفشله الذريع بادارة السلطة وباغراق لبنان بالظلام باكبر كارثة اقتصادية ومعيشية مر بها في تاريخه.وشددت المصادر انه كان على عون وباسيل، بدل انتهاج اسلوب التحريض الطائفي ووضع المشكل الأساس على الرئاسة بينه وبين حزب الله، الاسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بدلا من الامعان بالاقتراع بالورقة البيضاء، وباضاعة الوقت سدى، والتلهي بمشاكل واشكالات شخصية، تزيد من تدهور الاوضاع ولاتؤدي إلى حلحلة الازمة.وتساءلت المصادر اذا كان ما يدعيه عون وباسيل هو الحرص على صلاحيات رئيس الجمهورية ، فلماذا لا يتبنى الاخير، باعتباره رئيس كتلة نيابية مسيحية كبيرة، تسمية مرشح ما للرئاسة كونه لا يستطيع الترشح شخصيا، لانه مكروه ومعزول داخليا ومنبوذ عربيا ودوليا، ومدرج على لائحة الفساد الاميركية، ويخوض الانتخابات الرئاسية على هذا النحو، كما تفعل كتلة القوات اللبنانية والمعارضة بترشيح ميشال معوض، ولكنه يستبدل هذا الخيار الانسب للحفاظ على صلاحيات رئيس الجمهورية، بافتعال المشاكل والازمات برداء طائفي بغيض ومستنكر، لتحقيق طموحه الشخصي، بابعاد خصومه التقليديين عن لانحة السباق للرئاسة الاولى، املا بالترشح الشخصي او المشاركة بايصال مرشح رئاسي يهيمن عليه وعلى سياساته مسبقا.وكتبت” نداء الوطن”:”لا يختلف عاقلان” على لبّ الغاية من وراء الزيارة التي قام بها الرئيس السابق ميشال عون ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل إلى الصرح البطريركي أمس، فهي بحسب ما ترى أوساط مواكبة لأجواء التشنّج المحتدم بين باسيل و”حزب الله” تندرج تحت عنوان عريض وحيد يحاكي تلطي الأول تحت عباءة بكركي في المواجهة الرئاسية مع حارة حريك…. وكل ما قيل خلال الزيارة سواءً من عون أو باسيل إنما أتى في واقع الأمر على قاعدة “بحكيك يا سيّدنا لتسمع يا سيّد”.ومن هذا المنطلق، حرص عون، إن من خلال شكل الزيارة أو من خلال مضمون كلامه المقتضب إثر انتهائها على “تكبير حجر” الأزمة الرئاسية والارتقاء بها إلى مستوى المعركة الطائفية تحصيلاً لحقوق المسيحيين التي يختصرها على دارج العادة بحقوق “التيار” ورئيسه، مهوّلاً بأنّ هناك “كلاماً مباحاً” يؤثر السكوت عنه لأنّ “الأزمة كبيرة” والظرف قضى راهناً بوجوب “أن نستودع غبطة البطريرك الوضع الحالي وما فيه من حقوق غير مصانة وضرب للميثاق والدستور”. بينما كان باسيل قد مهّد لهذا الجوّ التهويلي صباحاً بالإشارة إلى أنه وضع “غبطة سيدنا البطريرك بتفاصيل خطورة وضخامة وفظاعة ما حصل” جراء انعقاد مجلس الوزراء، مشدداً على أنّه “ضرب للجمهورية وللكيان ولكل ما تعنيه الشراكة والميثاق والصيغة والأسس التي قام عليها هذا البلد”.وبالاستناد إلى “فظاعة ما حصل”، جدد باسيل إثارة مسألة عقد حوار مسيحي بدعوة من البطريرك الماروني ورعايته لمقاربة الاستحقاق الرئاسي و”التفاهم على موقف واحد أو على اسم أو مجموعة من الأسماء لخوض الإنتخابات من خلالها، توصلاً إلى التوافق على شخصية تحظى بتأييد الثلثين والنصف زائداً واحداً في المجلس النيابي لتولي سدة رئاسة الجمهورية، مع التأكيد على أنه سيظل يسعى “في الداخل والخارج” لإيجاد حلّ للأزمة الرئاسية.وإذ اختار رداً على أسئلة الصحافيين عدم الغوص في مسألة الإشكال الحاصل مع قيادة “حزب الله” مكتفياً بالقول: “الموضوع عندهم وأنا رجل مسالم”، رفض باسيل كذلك مقاربة الدعوة الحوارية النيابية التي أطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري للتوافق على مرشح رئاسي بين أغلبية الكتل على اعتبار أنّ “كل شيء بوقته”، لكنه حرص في المقابل على التصويب بالمباشر على رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بقوله في معرض الإجابة على استفسارات المراسلين الصحفيين: “جعجع رافض لكلّ شيء، لا بدّو يجي على بكركي ولا بدّو يعمل حوار”.وكان رئيس حزب “القوات اللبنانية” قد سارع إلى قطع الطريق على أي مناورة متجددة تهدف تحت شعار “الحوار” إلى تمييع الاستحقاق الرئاسي وتضييع البوصلة الدستورية والديمقراطية في عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية تحت قبة البرلمان، فدوّن في تغريدة على حسابه على موقع “تويتر” بُعيد حديث باسيل من بكركي عبارة: “الحوار بدو أهل حوار…”. ولفتت أجواء مطلعة على موقف الحزب لـ»البناء» الى أنّ «الخلاف بين الحزب والتيار لن يؤدّي الى قطيعة، وتصويت التيار في الجلسة الأخيرة مؤشر على ذلك، فلو كان التيار سيذهب الى القطيعة لكان صوّت لأحد المرشحين الأخصام للحزب، ما يعني أنّ الباب لا يزال مفتوحاً للتشاور بين الطرفين على الرئيس المقبل»، مشيرة الى أنّ «الخلاف ظرفي رغم أهميته، لكنه ليس استراتيجياً، وموضحة أنّ «الطرفين يقرّان بوجود مصلحة ببقاء تفاهم مار مخايل واستمرارية العلاقة لوجود مصالح متبادلة، لكن هناك ثغرات وملفات يجب معالجتها عبر الحوار الجدي والصريح لتبديد هواجس الطرفين خصوصاً من التيار تجاه حزب الله لتطمين بعضهما البعض»، وحذرت من أن جهات عدة ستقتنص الفرصة للاصطياد في الماء العكر، لكن بيانات حزب الله والتيار مضبوطة ضمن سقف معيّن»، لافتة الى أنّ «جمهور ومؤيدي الطرفين انضبطا ضمن السقف الذي وضعته القيادتين».ولفتت المصادر الى أنّ «حزب الله متمسك بحلفه المسيحي ضمن رؤية وطنية عامة، ما يعطي الحزب والمقاومة بعداً وطنياً في الداخل والخارج وبالتالي الحزب غير مستعدّ أن يخسره في ظلّ استمرار الهجمة الأميركية الغربية الخليجية عليه، كما للحزب مصلحة أن يبقى التيار قوياً في الساحة المسيحية لكي لا يصبح لقمة سائغة للقوات التي تعمل منذ 6 سنوات على إضعاف التيار لالتهامه، في المقابل التيار لن يتخلى عن تحالفه مع الحزب في مواجهة القوات المتحالفة مع السعودية والأميركيين لكي يحقق نوعاً من التوازن في الاستحقاقات الانتخابية، فضلاً عن رؤية عون الوطنية والمشرقية البعيدة عن الانعزالية والتطرف، كما أنّ مشروع مكافحة الفساد والإصلاح وبناء الدولة الذي يسعى اليه التيار يحتاج الى شريك قوي كحزب الله نظيف الكف ولم يتلوث بالفساد وحريص على مصلحة البلد».وكتبت” الديار”: وعلى صعيد الشغور الرئاسي، ووفقا لمصادر مطلعة، من المحتمل ان ينتهي في بداية الربيع في العام الجديد بما ان النواب التغييريين عددهم قليل وليس لديهم تأثير كبير في مجريات الاحداث، في حين ان الاحزاب التقليدية لا تزال تسيطر على البرلمان اللبناني. وبالتالي ليس خافيا تأثير الخارج في القوى السياسية، وعليه فان انتخاب رئيس جديد للجمهورية سيكون بتسوية اقليمية – دولية ينفذها اللاعبون اللبنانيون. وفي هذا السياق، تقول مصادر رفيعة المستوى للديار ان الاستحقاق الرئاسي هو مكون من طبقتين: طبقة داخلية واخرى خارجية. عندما يتعذر على الداخل القيام بالمطلوب منه تنتقل هذه الامور الى الخارج، علما انه ليس بالضرورة ان يكون الخارج قادرا على التأثير، وخير دليل على ذلك المبادرة الفرنسية حيث لم يتمكن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من احداث تغيير في لبنان. وفي الوقت ذاته، يتمكن الخارج من التأثير في الواقع اللبناني اذا صب جهوده على غرار اتفاق ترسيم الحدود البحرية اللبنانية، نتيجة الارادة الاميركية تقاطعت والمصلحة الاوروبية مع ارادة حزب الله والايرانية وعليه تحقق الترسيم. والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم حول الاستحقاق الرئاسي: متى يحصل تقاطع اميركي – ايراني لانتخاب رئيس جديد للجمهورية؟