نعمل على حلّ المشاكل بـالمفرق والعام الدراسي مستمر حتى نهايته

14 ديسمبر 2022


لا يخفى على أحدٍ الواقع الصعب والدقيق جداً الذي تمرّ به الجامعة اللبنانية، فأخبارها ومشاكلها باتت منتشرة بصورة عفوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها وتعددها.وانتشار أخبار الجامعة الأم عبر وسائل الاتصال الحديثة، كخبر متابعة الدروس على ضوء الهواتف الذكية او العمل من دون مازوت وقرطاسية وغيرها، قد تكون محاولة علنية لدعم الجامعة والوقوف الى جانبها لكنها في الحقيقة تؤدي غرضاً سلبيا ينتج عنه التشكيك بامكانات”اللبنانية” وقدراتها العلمية على الرغم من انها ما زالت حتى اليوم تتصدر لائحة الترتيب العلمي الخاصة بالجامعات العالمية والعربية.

 في هذا الاطار، وفي لقاء سريعٍ مع “لبنان 24″ تم من خلاله عرض الواقع الحالي للجامعة اللبنانية، رأى رئيسها البروفسور بسّام بدران ان ” الواقع الآنيّ لجامعة الوطن يضعنا امام تحديات يومية مرتبطة بأمور لوجستية وتقنية كنا نفضل ان تترك لأصحاب الاختصاص حتى نتمكن من التفرّغ بشكل كلي لمتابعة المواضيع الاستراتجية التي من خلالها يمكننا ان نضيف تألقاً على جودة التعليم الذي تتميز به جامعتنا.
لكن الممارسة اليومية تأخذنا للتعاطي بطريقة واقعية مع الحالة الاستثنائية التي تمرّ فيها البلاد والتي ظهرت معالمها بشكل واضح جدا في الجامعة اللبنانية.
فعلى سبيل المثال ننصرف لتأمين المحروقات الخاصة بالمولدات الكهربائية بالاضافة الى زيوتها وصيانتها، كما نلاحق بشكل مستمر موضوع نظافة وصيانة المباني وغيرها من التفاصيل التي لو كنا في وضع طبيعي لكانت سارت دونما اي مجهود او تعب يذكر”.
ويضيف ” على الرغم من التعقيدات اليومية ومن المشاكل المستمرة نعمل مع كل المنتمين الى هذه الجامعة لتأمين الاستمرارية وللتأكيد ان العام الدراسيّ الحالي سيصل الى خواتيمه، اذ سيتمكن الاساتذة من انهاء مقرراتهم وسيخضع الطلاب للامتحانات بطريقة جدية كما اعتدنا دائما.وهنا، لا بد من الاشارة الى ان عودتنا الى التعليم الحضوري تشكل تحديا كبيرا استطعنا خوضه على الرغم من كل التعقيدات التي تبدأ من معاشات الاساتذة ولا تنتهي عند كلفة البنزين والتنقل المرتفعة جدا.لذلك، نؤكد ضرورة ايجاد حلول للواقع المادي الذي يعاني من الاساتذة في الجامعة اللبنانية، فمن غير المقبول ان يجد الاستاذ نفسه امام هذا الكم الكبير من الضغط الاجتماعي والاقتصادي.
وفي هذا المجال، لا بد من العودة الى أواخر الثمانينيات من القرن الماضي ، حيث شهدت الجامعة ازمة شبيهة جدا بواقعنا الحالي، فتمكنت خلالها من الصمود وعادت الى عافيتها بعد فترة وجيزة وتحديدا في العام 1996.
وهذا تماما ما نرجوه اليوم، فطموحنا، ان تعود جامعتنا الى حالتها الطبيعية فتستطيع اضافة المزيد من النجاحات والابداعات على مساحة الوطن، لكن ولحين بلوغ هذا الهدف، نؤكد اننا نعمل بشكل يومي على حلّ ما استطعنا من مشاكل واشكاليات نصادفها على ارض الواقع، والحلول تأتي بـ(المفرق)، اذ لا قدرة لنا حاليا على ايجاد حلّ شامل ومرضي للجميع”.
وأكد البروفسور بدران ان ” الواقع البيروقراطي الذي تعاني منه الدولة اللبنانية بشكل عام، تعاني منه ايضا الجامعة اللبنانية.
فأي قرار لاسيما في ما يتعلق بالأمور المالية لا بد له من يمر في أكثر من مرحلة وهذا ما يؤدي الى التأخر في انجاز بعض الأمور الملحة.
فعلى سبيل المثال يجيز القانون اللبناني للجامعة اللبنانية ان تحصل على الهبات العينية والمادية. بما يخص الهبات العينية تسير الأمور بشكل سريع دونما اي تأخير، اما الهبات المادية فتحتاج الى ادخالها الى الموازنة العامة للجامعة قبل الاقدام على التصرف بها وهذا ما يضمن طبعا الشفافية، لكنه يؤدي ايضا الى التأخير في اتمام بعض الأمور اللازمة”.ويؤكد رئيس الجامعة ان ” طموحنا اليوم هو ان تصبح جامعتنا أكثر انتاجية على الصعيد الماديّ خلال هذه الظروف الصعبة، فنتمكن من التحرّك بشكل أسرع عبر تطوير مختبراتنا ومنصاتنا المختلفة، ما يضمن انتقال الجامعة الى مرحلة جديدة فيها المزيد من التألق والابداع والنجاح”.ويختم مؤكداً ان ” كرامة الجامعة تبقى فوق كل اعتبار، لذلك لا بد من ان نحرص جميعا على صورتها فهي صورة عن وطننا الذي نأمل ان يتعافي سريعاً”.