حزب الله حريص على تفاهم مار مخايل لكنه يرفض تحويله مادة ابتزاز

15 ديسمبر 2022
حزب الله حريص على تفاهم مار مخايل لكنه يرفض تحويله مادة ابتزاز


تستمر تداعيات الخلاف الاخير بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وفتح في المقابل باب الاتصالات مجددا بين الطرفين بعد الموقف الاخير لرئيس “التيار” جبران باسيل وما حمله من رسائل ودية الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

وكتبت”نداءالوطن”: توقعت أوساط مواكبة للاتصالات الجارية بغية تبريد أرضية التوتر بين “ميرنا الشالوحي” و”حارة حريك”، أن يبادر باسيل إلى فرملة التصعيد الإعلامي مع “حزب الله” بعدما لمس أنّ هذا المسار لن يصل به إلى مبتغاه الرئاسي إنما على العكس من ذلك قد يرتدّ سلباً عليه في ظل ما أظهره “الحزب” من حزم في الرد على تصريحاته الأخيرة، مشيرةً إلى أنّ رئيس “التيار الوطني” حرص من هذا المنطلق على “التراجع خطوة إلى الوراء” في إطلالته المتلفزة الأخيرة، ما ساعد على “احتواء الموقف” بعد أن أعاد تصويب كلامه ضمن سياق تبريري لما قصده بـ”النكث بالوعد” مبدياً تفهمه لانزعاج قيادة “حزب الله” من حديثه ومجدداً التأكيد على “قناعته الراسخة بمصداقية الحزب وصدقية أمينه العام السيد حسن نصرالله”.ونقلت الأوساط نفسها عن مسؤولين في قوى الثامن من آذار معلومات تفيد بأنّ الاتصالات التي جرت “لم تحلّ أصل المشكلة لكنها على الأقل نجحت في وقف التراشق الإعلامي وإعادة الأمور إلى سكة النقاش ضمن الغرف المغلقة”، مشيرةً إلى أنّ “مآخذ “حزب الله” على أداء باسيل تفوق بأشواط تلك المآخذ التي أبداها عبر الإعلام على أداء الحزب، لكن وعلى قاعدة لكل مقام مقال، فإنّ جردة الحساب والعتاب ستطول عندما يحين وقت الجلوس بهدوء للمكاشفة والتحدث بصراحة ومن دون قفازات عن أسباب ما وصلت إليه الأمور على مستوى العلاقة المشتركة بين الجانبين”.وبهذا المعنى، تؤكد المعلومات المستقاة من مسؤولي 8 آذار أنّ “حزب الله” لا يعتبر أنه “قصّر يوماً عن الوقوف إلى جانب “التيار الوطني الحر” في كل المعارك الرئاسية والسياسية والحكومية التي خاضها، لكن في الوقت نفسه يجب على “التيار” أن يدرك أنّ التحالف معه لا يعني أنّ على “الحزب” الإجهاز على حلفائه الآخرين وإلغاءهم من المعادلة، فـ”تفاهم مار مخايل” لم يأتِ لتكريس التحالف مع “التيار الوطني” على أسس إلغائية لسائر التحالفات التاريخية لـ”حزب الله” مع مختلف المكونات الوطنية، مع التشديد في المقابل على كون قيادة “الحزب” حريصة على تمتين هذا التفاهم لكنها أيضاَ ترفض تحويله إلى مادة ابتزاز سياسية وإعلامية بين الحين والآخر تحت وطأة استسهال التلويح بأنه بات على المحك عند أي اختلاف يطرأ في وجهات النظر”.

وكتلت” الديار” ان الحزب والتيار يعترفان ويقران بوجود تباينات بينهما وتحديدا في الملف الرئاسي وغيرها من القضايا، على ان تتم معالجة التباينات «بالكتمان» من خلال اللقاءات المباشرة بعيدا عن الاعلام مع حرص الطرفين على تفاهم مار مخايل وتثبيت التحالف بينهما، وفي المعلومات، ان الطرفين توافقا على ضبط الحركة الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي وكان التجاوب شاملا الا من بعض «الطراطيش» مع نفي الطرفين للتسريبات الاعلامية عن قطيعة وطلاق وما شابه، وهذا ما يؤكد حرصهما على التحالف القائم واستمرار التواصل، والجميع يعلم مدى الوفاء عند السيد نصرالله وقيادة الحزب للحلفاء والاصدقاء الذين وقفوا مع المقاومة في المراحل الصعبة وفي مقدمهم الرئيس ميشال عون وجبران باسيل.
لكن الحرص على الاجواء الايجابية بين الطرفين، يقابله تمسك باسيل بموقفه الرافض لوصول سليمان فرنجية الى بعبدا رغم كل الوعود والضمانات التي قطعت له بالحفاظ على موقع التيار وحصته وحجمه.