مراجعة حزب الله وخشية بكركي من الخلاف الطائفي

15 ديسمبر 2022
مراجعة حزب الله وخشية بكركي من الخلاف الطائفي


كتبت هيام قصيفي في” الاخبار”: رغم أن أحداً لن يشكّ في أن جبران باسيل لا يزال حليف حزب الله وأن الحزب لن يتخلّى عنه بسهولة ولو ارتفعت حدّة الرسائل بينهما، إلا أن إعادة تظهير الخلاف طائفياً لا تخدم الحزب وحليفه المسيحي. ومع أن رئيس التيار الذي يحرّك دوماً ورقة حقوق المسيحيين، لم يتمكّن من مدّ جسور تلاقٍ مع أيّ طرف مسيحي من المعارضة كما كان يأمل أخيراً، نتيجة سوء علاقته وأدائه السابق معها، إلا أن التلاقي المسيحي على رفض جلسة مجلس الوزراء، ومن ثمّ عدم تلبية دعوة الرئيس نبيه بري الى الحوار، يشكّل محطة لافتة، علماً أن القوات والكتائب هما المبادران في موقفهما من الحكومة ولم يلتحقا بباسيل، بدليل رفض لقائه والحوار معه حتى في ظل بكركي.

قد لا يتوقف حزب الله كثيراً عند نقطة اللقاء المسيحي غير المنسّق، نتيجة اعتقاد راسخ بأن حدود هذا الالتقاء معروفة ولا قدرة لها على خلق وقائع جديدة. إلا أن من الصعب تخطّي عوامل انعكاس الشرخ الطائفي مجدداً، وخصوصاً في ترجمتها العملية على الأرض. والأهم هو أن التوقيت ليس ملائماً اليوم للحزب لإنتاج توترات في غنى عنها. لذا تذهب المراجعة الى احتساب عقد الجلسة من الأخطاء التي أخلّت بالتوازن في ميزان الربح والخسارة، وكان في الإمكان تلافيها. وقد يكون بري وجنبلاط تعاملا مع ما حصل بجدية أكثر نتيجة ما توافر لهما من معلومات حول خلفيات المواقف السياسية وما سينجم عنها في حال الاستمرار في نهج جلسات مجلس الوزراء. والمقصود هنا يتعدّى تعويم باسيل في هذا الشكل الذي استفاد منه بالحد المقبول والذي لا يريح الطرفين، لأن توسع الامتعاض لدى بكركي والقوات والكتائب، وسحب الحوار كنكسة لبري، يعني مزيداً من الاصطفاف الطائفي في مرحلة غياب رئيس الجمهورية. أما إذا سارت الأمور نحو جلسة ثانية بعد بيان بكركي ومواقف القوى المسيحية، فهذا يعني أن ما حصل ليس خطوة ناقصة. حينها سيرصد موقف حزب الله بعين أخرى، كما موقف باسيل النهائي وليس حمّال الأوجه في كلام تصعيدي يوماً وكلام تهدئة يوماً آخر.