كتب فادي عيد في”الديار”: التعويل يبقى على حركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الدوحة إلى بغداد وعُمان، حيث سيكون الملف اللبناني حاضراً، وتحديداً في الدوحة، إذ تشير أوساط مقربة من السفارة الفرنسية في بيروت، إلى أن الرئيس الفرنسي سيعود إلى الدوحة لمشاهدة منتخب بلاده لتشجيعه في المباراة النهائية، وسيصلها عشية هذه المباراة من أجل لقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وحيث سيكون الملف اللبناني طبقاً أساسياً خلال مباحثاتهما، لا سيما ان هناك إمكانا لحصول تسوية على غرار تسوية «الدوحة» بتوافق فرنسي ـ سعودي ـ قطري ـ أميركي.
وفي المحصلة، فإن باريس تتولى الاتصالات مع إيران، وما يجري راهناً وفق المتابعين، يتمحور حول إيجاد حل متكامل من خلال سلّة واحدة من رئاسة الجمهورية إلى رئاسة الحكومة، وصولاً إلى مواقع أساسية أمنية ومالية واقتصادية.
وبناءً على هذه الأجواء والمعلومات، فإن الكتل النيابية بقيت على مواقفها في جلسة الأمس دون تسجيل أي خرق، باعتبارهم يدركون سلفاً أن البلد مقبل على هذا الحل الخارجي، والذي سيكون من صناعة فرنسية في الدرجة الأولى. وعلى هذه الخلفية، وفي حال وصلت الأمور إلى خطوات متقدمة دولياً وعربياً وإقليمياً، عندئذٍ يعرِّج ماكرون على بيروت، إما لإعلان الحل أو التسوية، أو لوضع اللمسات الأخيرة عليها مع المرجعيات السياسية المحلية ورؤساء الكتل النيابية، وذلك ما تبدّت معالمه من خلال ما يتم تسريبه من الذين تربطهم علاقات مع باريس، أو عواصم دولية وعربية من المعنيين بالملف اللبناني.
ولهذه الغاية، ورغم من دخول البلد في عطلة الأعياد، فالمعلومات تشير إلى أن الإتصالات لم تتوقف لا في الداخل ولا في الخارج، تجنباً لأي انفجار أمني بعد التحذيرات التي أطلقها أحد قادة الأجهزة الأمنية، إلى مسؤولين أمنيين في معظم الأجهزة الأمنية الأخرى، والأمر عينه لمسؤولين سياسيين وحزبيين، ربطاً بما حدث في بعض المناطق، خصوصاً لناحية انتشار السلاح بكثافة في الآونة الأخيرة، ودخول بعض الدول على خط عمليات التسليح والدعم.