يراوح المشهد السياسي في قلب الاستعصاء الذي يسجله الاستحقاق الرئاسي جلسة بعد جلسة، حيث سجلت الجلسة العاشرة التي عقدت أمس، نسخة مكررة عن سابقاتها وانتهت إلى النتيجة ذاتها مثلها.وكتبت” نداء الوطن”: أسدل مجلس النواب الستارة على عروض مسرحية الانتخاب الرئاسي للعام الجاري ليعود إلى استئنافها في العام الجديد بعد عشر جولات مستنسخة، استأصلت خلالها قوى 8 آذار الاستحقاق الرئاسي من رحم الدستور وأسرته في بيئتها الحاضنة للشغور، فتعمّدت تقزيم الاستحقاق وتحقير الموقع الأول في الجمهورية بأساليبها التعطيلية الممجوجة التي جعلت من العملية الانتخابية محطّ “مسخرة” أمام الرأي العام المحلي والعربي والدولي.وكتبت” اللواء”: ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن دخول جلسات الإنتخاب في استراحة لا يعني تعليق الدعوة لانعقادها،فهي تنطلق في العام الجديد.
ولفتت المصادر الى أن هذه الاستراحة ستكون كفيلة لتنفيس الأحتقان وتدارس بعض الخطوات من قبل عدد من الكتل النيابية ، موضحة أنه من خلالها أيضا سيصار إلى تفادي تكرار السيناريو الذي يتحكم بهذه الجلسات، مع العلم أنه أحكم قبضته على هذه الجلسات.
ورأت هذه المصادر أنه لا بد من ترقب بعض التحركات الخارجية وانعكاساتها على ملف الأستحقاق الرئاسي الذي ما زال ينتظر المسعى الجاد لتحريكه.
وافادت معلومات مصادر نيابية وسياسية ان تواصلاً يجري بين بعض القوى السياسية التقلدية وبين بعض نواب قوى التغيير من اجل التوصل الى اتفاق على بعض الملفات المطروحة. فيما ذكرت مصادر اخرى ان التفاهم والتوافق المسبق الداخلي على رئيس يحظى بقبول عربي ودولي شرط اساسي لإنتخاب اي مرشح على ألّا يكون مرشح تحدٍ لأي طرف وهذا ما يجري العمل عليه في اتصالات بعض القوى السياسية.
ونفت مصادر نيابية بارزة ل” الديار”وجود توجه لدى الرئيس نبيه بري لتطبيق سيناريو فرض الأمر الواقع بعد رأس السنة، من خلال الاتفاق مع حزب الله على عدم إخلاء قاعة البرلمان بعد انتهاء الدورة الأولى من الاقتراع بحيث يفرض عقد الجلسة الثانية بأكثرية الثلثين، ثم يقترع النواب لمن يريدون بحيث يفوز من يحصل على النسبة الكبرى من الأصوات. ولفتت الى ان هذا السيناريو ليس واقعيا في ظل الخلافات العميقة مع التيار الوطني الحر، وعدم امكان التوصل الى تسوية مع القوات اللبنانية، وهما الكتلتان المسيحيتان القادرتان على منح الميثاقية لاي رئيس كما الاصوات اللازمة لانتخابه… والى ان تتضح صورة الحراك الخارجي الذي لم يتجاوز حتى الان حدود «جس النبض»، اتضح، وفق مصادر مطلعة، ان المجتمع الدولي ليس معنيا حتى الآن بنقاش الأسماء المطروحة للرئاسة، وحتى اللقاءات التي عقدت مؤخرا في قطر مع رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل، وقائد الجيش العماد جوزاف عون، لم يطرح فيها اي نقاش حول اسم اي مرشح، بل تركزت النقاشات على البحث عن افضل السبل للخروج من الازمة الراهنة. وقد تكرر على مسامع المسؤولين اللبنانيين كلام عام حول تطبيق الإصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي، وتعيين الهيئات الناظمة للقطاعات الحيوية.
وبحسب ” البناء” فقد تردد أن نواباً من تكتل لبنان القويّ هم من صوّتوا في جلسة امس بعبارة «الميثاق».وقد أراد التيار الوطني الحر وفق ما تقول مصادر نيابية توجيه رسالة الى أن الميثاقية مفقودة والشراكة لا تحترم في مجلس الوزراء ولا في انتخابات رئاسة الجمهورية، وبالتالي التيار متمسك بالميثاقية وعدم تجاوز صلاحيات موقع لطائفة معينة. وأوضحت أوساط كتلة التنمية والتحرير لـ»البناء» أن الميثاقية مؤمنة في جلسة مجلس الوزراء بوجود وزراء مسيحيين، أما في الحوار الذي كان يريد بري عقده يفقد ظروف الميثاقية بمقاطعة كتل القوات والتيار والكتائب وبعض قوى التغيير، ولهذا السبب ألغى الحوار وأيد انعقاد جلسات الحكومة. وأشارت الى أن «الاتصالات في الملف الرئاسي ستتوقف وتؤجل الى مطلع العام الجديد وهذا ما ظهر في طيات كلام الرئيس بري في رده على سؤال أحد النواب عن موعد الجلسة المقبلة، فأجاب: «كل عام وأنتم بخير وتنعاد عليكم»، أي أن لا جلسات أخرى في هذا العام». ولفتت المصادر الى أن مسؤولية عرقلة انتخاب الرئيس تقع على كتلتي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لرفضهما الحوار.ولفتت أوساط سياسية لـ»البناء» الى أن «مختلف القوى السياسية سلمت بالفشل الداخلي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وبالتالي نقلت جهودها الى الخارج لاستدراج مبادرة تؤدي الى تسوية رئاسية، طالما أن الانتخابات الرئاسية لم تصنع في الداخل منذ اتفاق الطائف حتى الآن بالحد الأدنى، ما يعني أن الملف الرئاسي واللبناني عموماً ارتبط بالتطورات على المستويين الإقليمي والدولي». وأشار مصدر نيابي لـ»البناء» الى أن لم يتلق المعنيون في لبنان أي رسالة أو اتصالاً يتحدث عن مبادرة قطرية أو فرنسية أو غيرها، وما يحكى مجرد كلام وحدوده حراك وجس نبض بعض الأطراف عن تسوية تتضمن أسماء مرشحين».