ثنائي الدوحة باريس: الاولوية للتسوية

16 ديسمبر 2022
ثنائي الدوحة باريس: الاولوية للتسوية

يستمر التحرك الاقليمي والدولي المرتبط بالملف اللبناني في ظل مساع جدية لايجاد تسوية سياسية كاملة تؤدي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية ومن ثم اطلاق مسار الانقاذ الاقتصادي والمالي وحتى السياسي الذي يثبت الاستقرار الامني في البلد.

 
 ولعل فرنسا هي الدولة الاكثر قدرة على التحرك والتواصل مع القوى السياسية المختلفة، لكن في الاسابيع الماضية برزت مجددا تحرك ديبلوماسي بالغ الجدية لقطر يهدف الى تسهيل التسوية وانهاء الفراغ الدستوري في رئاسة الجمهورية وذلك من اجل تجنب اي فوضى سياسية قد تحصل.

تعتبر اولوية كل من باريس والدوحة هي الوصول الى التسوية الشاملة وتثيبت الاستقرار الامني والسياسي، اذ ان حجم التوازنات وشكلها الحالي لا يستفز الفرنسيين والقطريين لكنهما يحاولان تجنب اي تطور غير محسوب يؤدي الى انقلاب الموازين الحالية وتبدل التوازنات بشكل كبير.

تفضل فرنسا وصول شخصية سياسية غير مقربة من حزب الله الى رئاسة الجمهورية لان ذلك يسهل عليها عملية اقناع المملكة العربية السعودية بالانضمام الى التسوية الرئاسية والشاملة، لكنها في الوقت نفسه لا تتعامل بإعتبارها طرفا سياسيا داخليا يفضل هذا الاسم على ذاك، وهذا ما يسهل التواصل مع جميع الافرقاء السياسيين.الامر نفسه ينطبق على قطر التي تعبر عن جهوزيتها لدعم اي رئيس يصل الى بعيدا، لكن كلا من الدولتين يحاول وضع عدة خيارات امامه، فإذا فشل تأمين التوافق على شخصية مثل قائد الجيش جوزيف عون فلماذا لا يتم تأمين التغطية السياسية، الداخلية والخارجية لمرشح مثل سليمان فرنجية؟ الشخص بالنسبة الفرنسيين والقطريين لا يبدو مهماً، بل انتخاب الرئيس.

عمليا، وعلى عكس ما كان سائدا في السابق، تعمل عدة دول معنية بالملف اللبناني للوصول الى اي تسوية رئاسية لتكون هذه التسوية هي المدخل الاساسي للتسوية الشاملة التي ستحفظ التوازنات السياسية لجميع الاطراف في لبنان، لذلك فإن اسم الرئيس لن يشكل عائقا لدى فرنسا وقطر بقدر ما سيشكل ازمة للاطراف الفعلية المتنافسة في لبنان وحوله. 

حتى ان الاميركيين لا يضعون “فيتوات” جدية على هذا المرشح او ذاك بالرغم من تفضيلهم وصول بعض المرشحين الى الرئاسة لاضعاف نفوذ حزب الله داخل المؤسسات الدستورية اللبنانية بعد سنوات من عهد حليف للحزب بشكل كامل…