لبنان في صلب مناقشات مؤتمر بغداد 2.. ماكرون يسعى لمناخات تسهّل الانتخابات

18 ديسمبر 2022
لبنان في صلب مناقشات مؤتمر بغداد 2.. ماكرون يسعى لمناخات تسهّل الانتخابات


بات من الواضح أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لن يزور لبنان ضمن مشاركته في القمة الثانية لدول الجوار العراقي التي عرفت بـ “بغداد 2″،في وقت ينتظر ان يزور لبنان خلال فترة الاعياد رئيس وزراء اسبانيا ووزير خارجية ايطاليا.
وفي هدا السياق كتبت” النهار”: ثمة معطيات تتحدث عن أنّه سيكون ثمة حيّز للبنان في العاصمة الاردنية عمان حيث تُعقد الثلثاء القمة الثانية لدول الجوار العراقي التي عرفت بـ “بغداد 2″، والتي سيشارك فيها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، اذ ان الاخير سيبحث، مع المشاركين ومع القادة الايرانيين والسعوديين في شكل خاص، الملفَ اللبناني، محاولا تحييده عن الاشتباك الاقليمي وتأمين مناخات تسهّل الانتخابات، ومعلوم ان القضية كانت ايضا مدار درس بين ماكرون والمسؤولين القطريين الذين استقبلوا في الايام الماضية، رئيسَ “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، وأيضاً قائد الجيش العماد جوزف عون.
ونقل أمس عن مصدر عن الإليزيه أنّ ماكرون ناقش مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الملف اللبناني خلال زيارته للدوحة منذ أيام. وكشف أنّ ماكرون سيتطرّق الى الملف اللبناني في قمة عمان الاسبوع المقبل، وسيُعبّر عن تطلعاته لانتخاب رئيس للجمهورية بما في ذلك تنفيذ الاصلاحات المتوقعة لمساعدة لبنان في القريب العاجل. يشار الى انه ان ماكرون لن يزور لبنان لمناسبة الميلاد.
وقال مصدر مطلع لـ «الديار» ان ليس هناك اشارة الى قيام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بزيارة للبنان بمناسبة الميلاد ورأس السنة لمعايدة وتفقد القوة الفرنسية العاملة في اطار قوات اليونيفيل ولقاء مسؤولين وسياسيين لبنانيين، لافتا الى انه سيكون اليوم في قطر لمشاهدة المباراة النهائية للمونديال بين فريقي فرنسا والارجنتين، ثم سيقوم بزيارة رسمية للاردن.
وقال بيان للاليزيه مساء ان ماكرون سيقضي عيد الميلاد على متن حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول.
لكن المصدر نفسه كشف عن حركة دبلوماسية اوروبية ناشطة باتجاه لبنان بين الميلاد ورأس السنة، حيث من المنتظر ان يزوره عدد من الموفدين وكبار المسؤولين في خارجية ايطاليا واسبانيا وفرنسا.
ووفقا للمعلومات، فان هذه الحركة الدبلوماسية الاوروبية تندرج في اطار استطلاع الوضع في لبنان، والبحث في قضايا عديدة ومنها اجواء الاستحقاق الرئاسي وموضوع الاصلاحات الاقتصادية والمالية، اضافة الى موضوع النازحين السوريين.
وفي الاطار نفسه، قالت مصادر سياسية لـ «الديار» ان كل ما يحكى عن مبادرات او مشاورات بين بعض الخارج حول اسماء مرشحين للرئاسة هو مجرد تكهنات غير مسنودة الى حقائق، خصوصا انه لم يجر مع مسؤولين او قيادات سياسية اي بحث جدي حول مرشح محدد.
واضافت المصادر ان باريس التي تتولى بشكل اساسي مهمة التحرك في شأن الاستحقاق الرئاسي لم تبحث مع الجهات اللبنانية السياسية بشكل مباشر في اسم هذا المرشح او ذاك، وحرصت على الاستماع للبعض بصورة عامة، مبدية كل الاستعداد لمساعدة اللبنانيين، شرط ان يساعدوا انفسهم للتوافق ولاختيار وانتخاب الرئيس الجديد الذي يحظى بثقة اللبنانيين.
كما ان السعودية لم تخرج بعد من دائرة الترقب، ولم تعط اي جواب واضح حول المرشحين المطروحين، لكنها حرصت مؤخرا على الدخول اكثر في اجواء بحث الوضع اللبناني والاستحقاق الرئاسي وطرح عناوين عامة في هذا الشأن.
اما الادارة الاميركية، فترى المصادر، انها لم تكشف مباشرة عن اسم مرشح تفضله او تدعمه، مشيرة الى تفويض فرنسا بالتحرك والسعي لدى اللبنانيين من اجل الاسراع في انتخاب رئيس الجمهورية، مع الاشارة الى اشادتها غير مرة بالجيش اللبناني ودوره وبقيادته.
وكانت لجنةُ العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بعثت برسالة إلى وزيرِ الخارجية أنتوني بلينكن ووزيرة الخزانة جانيت يلين تدعو إلى مساءلة أولئك الذين يقوضون المؤسسات وسيادة القانون في لبنان، بما في ذلك فرضُ العقوبات. وحضّت اللجنةُ إدارةَ بايدن على إبداءِ الدعم القوي لسيادةِ لبنان وللمؤسسات وسيادة القانون بالتعاون مع الحلفاء الأوروبيين واتهم رئيسُ اللجنةِ والعضو بها حزبَ الله وآخرين على الساحة السياسية اللبنانية بالفشل في إعطاء الأولوية لاحتياجات الشعب اللبناني بدلا من مصالحهم الضيقة، وأكدت اللجنة، حاجة لبنان إلى حكومةٍ منتخبة قوية لا تخضع للتأثير الأجنبي وتعطي الأولوية لاحتياجات شعبها. لجنةُ العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي حثت الإدارةَ الأميركية على استخدام كل الوسائل بما فيها التهديدُ بالعقوبات لدفعِ المشرعين اللبنانيين لانتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة بأسرع ما يمكن.
 
في المقابل، أعرب السفیر الإیرانی لدى لبنان مجتبى أماني خلال لقائه فی مقر السفارة في بیروت، لدى لقائه مع مجموعة من الإعلامیین اللبنانیین، عن “حرص الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة على احترام إرادة الشعب اللبناني الشقیق وعدم التدخل بأي شکل من الأشکال في شؤونه الداخلیة”. وعن مصیر المفاوضات النوویة، أکد السفیر الإیراني “استعداد الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة الدائم للوصول إلى اتفاق جید، مستدام وقوي”، مشدداً في الوقت نفسه على أنّ بلاده “لن تتراجع عن خطوطها الحمراء، المتمثلة بضمان مصالح الشعب الایراني”.