رأى وزير الخارجية السابق فارس بويز أن ما يحصل على مستوى الاستحقاق الرئاسي، عجز كامل اكثر مما هو مسرحية درامية مبكية، وذلك مرده الى ان الوضع الداخلي ممسوك من قبل الوضع الخارجي، نتيجة ارتباط عدد كبير من القوى السياسية، بدول اما إقليمية واما دولية، معتبرا بالتالي ان ما يحصل في لبنان يجسد الازمة القاتمة والقاسمة في المنطقة، فطالما انه لا يوجد حد ادنى من التفاهم على مستوى العلاقات بين اللاعبين الاقليمين والدوليين، فان الوضع اللبناني لاسيما المشهد الرئاسي منه، سيبقى على حاله الى حين وصول الإشارات الخارجية لإخراجه من القمقم.وبناء على ما تقدم، لفت بويز ـ في تصريح لـ “الأنباء الكويتية”ـ الى انه حتى الوصول الى رئيس توافقي، يحتاج الى مظلة خارجية غير متوافرة حتى الساعة، وما نسمعه بالتالي عن تقدم هذا المرشح الرئاسي على ذاك، مجرد مناورات انتخابية وسياسية في الوقت الضائع، ما يعني ان مهمة كل من الفريقين، ستبقى الى حين وضوح الرؤية في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، غير قادرة على اجتياز عتبة رص الصفوف وتنقيتها من الخلافات، في محاولة لتعزيز كل لموقعه في المعادلة النيابية.
وأعرب عن اعتقاده بان الاستحقاق الرئاسي، سيبقى اسير لعبة المزايدات الداخلية، الى حين ورود إشارة إقليمية دولية، للاتفاق على مرشح لا يشكل تحديا لأي من الفريقين.
وردا على سؤال، لفت بويز الى ان شخصية وسلوك وانجازات قائد الجيش جوزاف عون لا عيوب فيها على الاطلاق، الا ان البعض، غامزا من قناة حزب الله، ينظر اليه على انه مرشح مقرب من الولايات المتحدة، ومدعوم من قبل عدد لا يستهان به من الدول الأوروبية المقررة في الشأن الاقليمي، الامر الذي لا يكسبه من وجهة نظر بعض الفرقاء المحليين، اقله حتى الساعة، صفة المرشح التوافقي، مستدركا بالقول انه اذا تبدلت المعطيات الإقليمية والدولية بشكل إيجابي، فقد يسجل ساعتها العماد جوزاف عون امتاره الأولى باتجاه قصر بعبدا.
وختم بويز مشيرا الى ان الشروط لنجاح أي حوار بين الكتل النيابية حول الاستحقاق الرئاسي غير متوافرة في الوقت الراهن، وهو بالتالي لزوم ما لا يلزم، معربا عن اعتقاده بان انتخاب الرئيس مازال بعيد المنال، ولبنان على موعد في ظل الفراغ الرئاسي، مع المزيد من الأزمات الاقتصادية والنقدية والاجتماعية والسياسية.