كتب ميشال نصر في” الديار”: يبدو واضحا ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، قد اسقط بالضربة القاضية، بدعم من الثنائي الشيعي، احد ابرز الاوراق التي اعتبرها رئيس التيار الوطني الحر السلاح الاساسي لخوض معركة «الشغور»، اذ نجح ابن طرابلس بمؤازرة من الصرح البطريركي الذي سهل له الطريق، في ايجاد المخارج التي انهت الصراع الدستوري حول «جنس الحكومة وصلاحياتها»، على قاعدة لا غالب ولا مغلوب بين اطرافها، بدليل حضور جميع الوزراء المقاطعين للجلسة التشاورية، من جهة، وتركيبة اللجنة الوزارية المنبثقة والتي ضمت ممثلين لكافة الاطراف، حتى ان احد الوزراء علق على الامر بالقول «ما عاد في لزوم لاجتماع مجلس الوزراء فاللجنة ورئيس الحكومة يختصران الـ 24 وزيرا بما يمثلون».
قد يكون محقا معاليه بما قاله، خصوصا ان احساسا تولد لدى القوى السياسية، عبرت عنه اوساط متابعة، بان الرئيس نجيب ميقاتي يعمل على انهاء كل الاعراف الدستورية التي سادت قبلا، بداية مع ضرب القواعد التي ارستها حكومة الرئيس تمام سلام في ظل غياب رئيس للجمهورية، وثانيا مع رفضه فكرة المراسيم الجوالة التي درجت لفترة طويلة لتسيير شؤون الدولة، وثالثا والاهم انه اصدر تعميما مكتوبا يحمل رقما تسلسليا بتحديد من يوقع مكان رئيس الجمهورية، في سابقة لافتة لا يلغيها الا تعميم مضاد، وهو ما لم يحصل حتى الساعة.
في كل الاحوال مصادر التيار الوطني الحر تعتبر ان ميرنا الشالوحي خرجت من معركة الحكومة منتصرة، فهي فرضت ايقاعها على القوى السياسية الاخرى، كما انها نجحت في فرض معادلة جديدة داخل الحكومة قائمة على «الارباع» بحكم تركيبة اللجنة الوزارية، مشيرة الى ان الاهم يبقى بالنسبة للتيار هو اجراء الانتخابات الرئاسية في اسرع وقت ممكن لانهاء حالة الشغور، وعندئذ مع العهد الجديد ستكون المقاربات الحكومية مختلفة تماما عن كل ما سبق من حكومات.
غير ان المصادر استدركت مبدية تشاؤمها في التوصل إلى مخرج في الملف الرئاسي قريبا، مشيرة إلى أن مسار الفراغ المتبع في هذين الشهرين لن يستطيع تحقيق أي تقدم إذا بقينا على النمط نفسه، معتبرة في معرض دفاعها عن استحضار رئيس التيار للتدخلات الخارجية، ان هناك فرقًا كبيرًا بين التعامل مع التدخلات الخارجية من زاوية المصلحة اللبنانية أو انتظار الخارج ليملي علينا قرارته، فالخارج هو عامل مساعد، وزيارات النائب البتروني المتكررة إلى قطر، تأتي في إطار وضع مسار الطريق المقبل قبل إيصال الرئيس العتيد إلى قصر بعبدا.
وختمت المصادر بان التيار وعلى لسان رئيسه اكد تنازله عن حق الترشيح لاي من افراده لرئاسة الجمهورية بهدف تسهيل التوصل الى اتفاق مع الحلفاء والخصوم، الا ان البعض قرأ في الخطوة ضعفا، فالمشكلة ان ثمة من يصر على اعتماد سياسة النكد والانقسامات وحتى لو «خربت البصرة».