باسيل في مرحلة جس النبض الخارجي، فهل يفضّ التحالف؟

20 ديسمبر 2022

يحاول “التيار الوطني الحر” منذ عدّة أسابيع الإيحاء بأن علاقاته الدولية والاقليمية باتت أفضل من السابق وذلك من خلال تسريبات اعلامية وتصريحات علنية لقياداته ونوّابه وحتى لرئيسه النائب جبران باسيل الذي يروّج بشكل أو بآخر بأن “التيار” بات جزءاً من التسوية يتمّ التواصل معه على اعتبار أنه طرف أساسي فيها.

 
فما مدى دقّة هذه الاجواء السياسية خصوصاً أن جولات باسيل الى كل من دولة قطر التي زارها اكثر من مرة اضافة الى فرنسا تدعم الرواية العونية، ما يعني، اقلّه من وجهة نظر “التيار”، أن الحصار الدولي المفروض عليه بدأت تتلاشى قيوده.

وفق مصادر مطلعة، فإن الدول التي زارها باسيل لم تدخل يوماً في لعبة المقاطعة وبالتالي فإن إبراز “التيار” لهذه الزيارات باعتبارها تطوراً نوعياً في علاقات باسيل الخارجية هو لزوم ما لا يلزم، حيث أن قطر وفرنسا كانتا دوماً على تواصل مستمر مع “التيار” ولم تنجرّا ابداً نحو اجراءات قاسية ضدّه.

وتضيف المصادر أن مناقشة هذه الدول لتسوية ما مع باسيل، بصرف النظر عن مدى صحة التسريبات، لا تعني شيئاً، إذ إن المطالب التي قد تعرضها هذه الدول على باسيل في مقابل فكّ عزلته السياسية سيكون حدّها الادنى تغيير سياسته الداخلية، بمعنى اخر الانفصال الكامل عن “حزب الله” حليفه الوحيد على الساحة اللبنانية.
 
فهل يستطيع باسيل القيام بهذه الخطوة من دون تبعات سياسية كبيرة على المستوى المحلّي؟من المؤكد أن باسيل عاجزٌ عن سلوك هذا الطريق، لا سيّما وأنه يتيم الحلفاء على المستوى المحلّي، حتى أن “حزب القوات اللبنانية” رفض أي تقارب معه خلال فترة الاشتباك السياسي الذي كان يحرّكه باسيل مع “حزب الله”، ما يشير الى أن “التيار” قد يواجه انتحاراً سياسياً قاسياً في حال تجرّأ على فضّ تفاهمه مع “الحزب” لأنه سيبقى وحيداً ومحاصراً سياسياً على الساحة اللبنانية.
 
 

من هنا، تلفت المصادر الى أن أي انفتاح عربي وغربي تجاه باسيل هو محض خيال يحتاجه باسيل في هذه المرحلة من باب جسّ النبض، فلا المملكة العربية السعودية فتحت ابوابها لرئيس “التيار” ولا الولايات المتحدة الاميركية بادرت الى حوار مرتجى. ومن دون قيام هاتين الدولتين المؤثرتين بشكل كبير في الداخل اللبناني، واللتين تمثلان الثقل الاقليمي والدولي المعادي لـ”حزب الله” بتهيئة الظروف لباسيل ومدّ الجسور نحوه، فإن الاخير سيبقى مع تياره ضمن حدود اللعبة من دون أن يتنفس الصعداء في ما يتعلق بعلاقاته الخارجية.