كتبت “الأخبار”: لم يسبق في تاريخ نقابة المهندسين أن شهدت اشتباكاً أدى إلى وقوع جريح كما حصل أمس إثر ضرب أمين السر المالي لصندوق التقاعد ريمون خوري المهندس المتقاعد حيدر عثمان بجهاز الهاتف الأرضي على رأسه.
ولا يبدو أنّ الأمر سيمر مرور الكرام، إذ ينتظر أن يتقدّم عثمان بدعوى شخصيّة ضد خوري اليوم، فيما لم تجد تدخّلات النقيب عارف ياسين في الحد من التصعيد، وذلك بعدما طلب من المهندسين المتقاعدين مهلة 48 ساعة للتشاور مع أعضاء مجلس النقابة في الإجراء الذي يُمكن اتخاذه بحق أمين السر المالي الذي يُرجّح أنّ يتم فصله من منصبه لكونه منتخباً من قبل هيئة المندوبين، مع مطالبة المهندسين المتقاعدين بتعيين المهندس علي درويش مكانه ليكون صلة الوصل بين النقابة والمتقاعدين.وقد وقع الإشكال بعدما تداعى المهندسون المتقاعدون إلى اعتصام أمام مقر النقابة في بيروت، بهدف تعطيل عمل النقابة ليومٍ واحد عبر إقفال المدخل الرئيسي منذ الساعة 7 صباحاً، باستثناء الباب المؤدي إلى مكتب معاملات الاستشفاء.
هذه الخطوة التصعيدية اتخذها هؤلاء بعدما وصلوا إلى قناعة بأن مجلس النقابة يصر على إدارة أذنه الطرشاء لمطالبهم بتحسين رواتب التقاعد والخدمات الاستشفائية، وتأسيس رابطة للمهندسين المتقاعدين. إلا أنّ التحرّك لم ينجح في شل العمل بعدما أمّنت إدارة النقابة مدخلاً رديفاً للموظفين. استفز ذلك المعتصمين الذين وجدوا أن أعضاء مجلس النقابة لم يحرّكوا ساكناً خصوصاً أنّهم كانوا قد أصدروا أكثر من بيان وقاموا بأكثر من اعتصام. لذلك، قرّروا التوجّه إلى مكتب المدير الإداري الذي تفهّم غضبهم وحاول ثنيهم عن إقفال الإدارة خصوصاً أنّ الموظفين كانوا يتقاضون رواتبهم.
حينها، توجّه هؤلاء إلى مكتب خوري لمطالبته بتوقيف العمل، إلا أنه لم يلتفت إلى مطلبهم وحاول التهرّب من خلال إكمال حديثه الهاتفي قبل أن يتلاسن الطرفان ويرمي خوري عثمان بجهاز الهاتف على مرأى من المهندسين المتقاعدين الذين كانوا يصوّرون الحادثة.
سريعاً، تدخّل ياسين واعداً بتلبية المطالب باستثناء إنشاء رابطة باعتبار أن الطلب يتضمّن بنداً غير قانوني، إلا أنّ المهندسين المتقاعدين اعتبروا كلامه بمثابة كسب للوقت. كما زار ياسين عثمان في المستشفى قبل أن ينتقل الأخير إلى مكتب النقيب، مؤكداً على مطالب زملائه.
وفي هذا الإطار، شدّد المهندس المتقاعد وليد صنديد لـ«الأخبار» على أنّ المهندسين المتقاعدين «لم يجدوا من النقابة إلا هدراً للوقت واستخفافاً بمطالبهم من دون التجاوب معها»، مؤكداً «أننا لن نرضى بعد اليوم بإدارة الظهر لهذه المطالب المحقة، خصوصاً أننا متروكون للذل والعوز والموت البطيء».