منذ عدة اشهر وبالرغم من بعض التباينات السياسية وتراجع الكيمياء والانسجام بين “الحزب التقدمي الاشتراكي” و”حزب القوات اللبنانية” الا ان العلاقة التحالفية عادت لتصبح اكثر استقراراً بين الطرفين.يبدو ان “التقدمي الاشتراكي” و”القوات” لديهما قراءة تحليلية واضحة تشير الى أن مصلحة الفريقين المشتركة تقضي بأن يكونا متفاهمين الى أبعد حدّ، خصوصاً أن “القوات” بحاجة ماسّة وجديّة الى تحالف متين مع أي قوة سياسية.
تعاني “القوات اللبنانية” كما “التيار الوطني الحر” من إشكالات وخلافات سياسية مع مختلف القوى والأحزاب في لبنان. فبالإضافة الى خلافها العميق مع “الثنائي الشيعي” ثمة خلاف اخر لا يقلّ عُمقاً مع كتلة النواب السنة والنواب السنة عموماً بمختلف أطيافهم بسبب التوترات التي حكمت العلاقة في نهاية فترة العمل السياسي للرئيس سعد الحريري.الامر أيضاً ينطبق على القوى المسيحية، إذ إن التواصل منقطع مع “التيار الوطني الحر” وشبه محدود مع “تيار المردة” والكيمياء منعدمة مع حزب “الكتائب”. لذلك فإن “القوات” باتت تدرك مدى حاجتها الى تحالف سياسي يمنع عزلتها السياسية، وليس أفضل، وفق نظرتها، من “الحزب التقدمي الاشتراكي” للقيام بهذا الدور لا سيما وأنه قريب سياسيا بالمعنى الاستراتيجي من المملكة العربية السعودية ما يعني أن الطرفين متفاهمان جداً حول هذه العلاقة وأهميتها.
بدوره يجد “الحزب التقدمي الاشتراكي” ان علاقته مع القوى المسيحية الاساسية وتحديداً “التيار الوطني الحر” ليست جيدة. بالتالي، وبالرغم من تاريخه الحافل بالمعارك والاشتباكات مع “القوات” فإنه لا يستطيع فكّ التحالف معها حفاظاً على الواقع الشعبي والسياسي والأمني في الشوف وعاليه وحتى في بعبدا في القرى المشتركة الدرزية – المسيحية.من هُنا تنبع مصلحة “التقدمي الاشتراكي” بإنعاش التحالف مع “القوات” خصوصاً وانه لا يُلزم “الاشتراكي” سوى بقدر معيّن من الديبلوماسية السياسية وهذا ما يفعله مثلاً من خلال اتفاقه مع “القوات” على دعم المرشح ميشال معوض لرئاسة الجمهورية ما دام مرشّحه الحقيقي المتوقّع، اي سليمان فرنجية، لم يعلن ترشّحه بعد. وبالتالي فإن مجاملة “القوات” ودعم معوض في هذه اللحظة السياسية لا يضرّ “الاشتراكي” بشيء.