عون الرئيس السابق في الربع الخالي: نريد رئيساً

24 ديسمبر 2022
عون الرئيس السابق في الربع الخالي: نريد رئيساً


كتب نجم الهاشم في “نداء الوطن”: في 20 كانون الأول الحالي قطع عون إجازته وعاد إلى مقرّ «التيار» في ميرنا الشالوحي. هذا المقرّ ملتصق برئاسة باسيل أكثر مما هو ملتصق بعون الذي كان يدير «التيار» من دارته في الرابية التي كانت بمثابة مقرّ قيادة «التيار». من هناك أوحى عون من خلال كلمته أنّه سيكون أمام مهمة جديدة وكأنّه في بداية جديدة بينما كان من الطبيعي أن يخرج إلى الراحة لأسباب تتعلّق بالعمر وبالتجربة وبتداول السلطة. فهو ليس كميل شمعون الذي خرج من الرئاسة شابّاً وقائداً وزعيماً شعبياً استطاع أن يبقى ويستمر في القمة السياسية والقيادية حتى انطفأ نجمه عام 1987 وعاد إلى تراب دير القمر. وهو ليس فؤاد شهاب الذي أمّن انتخاب شارل حلو خلفاً له وحارب من أجل إيصال الياس سركيس في العام 1970، وبقي رمزاً للرئاسة القوية حتى من دون أن يكون له حزب أو ذرية.تحدّث عون في مقرّ «التيار» في ميرنا الشالوحي وكأنّه لم يكن رئيساً للجمهورية. «جايي زوركم وشقّ عليكم لأنّي اشتقتلكم» قال. وأضاف: «نحنا متل ما قلت وقت اللي تركت بعبدا نهينا مرحلة وبدنا نبلّش مرحلة جديدة. مرحلة مش بعيدة عن اللي خلّصناه. كشفنا مكامن الضعف كشفنا العاطلين المستلمين الدولة. وهلق بدنا نكمّل. بدنا نكمّل اللي عملناه بالأول لأن ما بيسوى الواحد يعمل تلات أرباع الشغل ويترك الربع الأخير مش جاهز… إذا ما تغيّرت الزمرة الحاكمة حالياً ما في وطن بينبنى لأن اللي حكم 32 سنة بهالطريقة هيدي بِسَلبُهن الأموال العامة وإفقار الشعب وكسر الخزينة، يمكن هيدي بعد إلها آثار كثيرة بعدنا بأولها، وإذا طوّلِت نكبة… شو شغلتنا من هلّق لوقتها؟ نحافظ على خطنا السياسي، خطّ المحاسبة. لازم نحاسب وحتى نقدر نحاسب كل الدولة بدّها إعادة بناء… ما بقا فيه الواحد يتَّكِل على دولتو… نحنا بدنا رئيس يحمل الصدمة ويكمِّل الطريق…».هل كان رئيساً؟

Advertisement

هل هي حالة إنكار أم حالة عدم وعي للحالة التي مثّلها عون نفسه خلال ولايته؟ عن أي دولة يتحدّث؟ وماذا كان يفعل في بعبدا خلال ستة أعوام؟ وعن أي ثلاثة أرباع من العمل الذي أنجزه يحكي وماذا عن الربع الباقي الذي عليه أن ينجزه مع ما تبقى من تياره من الذين كانوا يستمعون إليه غير مصدّقين للوعد الجديد ويصفّقون فقط لأنّه يتحدث ويزورهم؟ عن أي زمرة حاكمة يتحدّث وهو الذي كان شريكاً في السلطة منذ العام 2005 في مجلس النواب ومنذ العام 2008 في مجلس الوزراء، ومنذ العام 2006 متحالفاً مع «حزب الله» المتحالف مع حركة «أمل» والرئيس نبيه بري؟ بدنا رئيس يحمل الصدمة ويكمل الطريق، يقول عون. ولكن هل يعتقد أن رئيساً أهم واقوى منه سيصل إلى قصر بعبدا مثلاً لكي يقوم بما لم يستطع هو أن يقوم به؟ يتحدّث عن انهيار الدولة والمؤسسات والقضاء والأمن والإقتصاد ولا يذكر أو يتذكّر أنّ هذا الإنهيار حصل خلال سنوات عهده الستّ. أليس هو من قال إنّنا ذاهبون إلى جهنم؟ ألم يقل هذا الكلام وهو في القصر الجمهوري؟ ألم يحصل هذا الإنهيار على أيامه؟ ألم يسمع كلام البطريرك بشارة الراعي يطالبه بتحرير قرار الشرعية؟ ماذا فعل لتحرير هذا القرار؟ ولماذا سلّم «حزب الله» مسؤولية الإشراف على العهد وما تبقى من الدولة؟