يحتفل المسيحيون الكاثوليك في مختلف أنحاء العالم يوم 25 كانون الأول بعيد الميلاد المجيد، ويعدون العدة قبل أسابيع من حلوله للاحتفاء والاحتفال به، فتكتسي البلدان الحلة الميلادية، حاملة معها بشائر الخير والسلام، وسط أجواء من الفرح والمحبة في النفوس المبتهجة بالعيد.
وأبرز ما يتميز به عيد الميلاد المجيد إحتفالاته ومظاهره وعاداته الاجتماعية المميزة، التي لكل منها حكايات لها دلالتها ورمزيتها، تطورت مع الزمن وباتت تحاكي العصر بلغة الحداثة والتطور، والتي سوف نتناول تفاصيلها عبر جزءين متتاليين:
زينة الميلاد:
يعود تاريخ نشوء زينة الميلاد إلى القرن الخامس عشر، إذ إنتشرت ترحيباً وإحتفالاً بعيد الميلاد وتمجيداً له، من دون أن يكون هناك تاريخ محدد معروف لوضعها. غير أن العادة درجت على بدء التزيين إعتباراً من بداية شهر كانون الأول.
وكان يطغى على الزينة اللونان الأخضر والأحمر في شكل أساس، قبل أن يضاف إلى الزينة مع مرور الزمن المزيد من الألوان، لاسيما اللونان الذهبي والفضي. واستخدام الأحمر والأخضر له دلالته ورمزيته، فاللون الأحمر يرمز إلى دم السيد المسيح، في حين أن الأخضر يرمز الى ولادته والى الحياة.
شجرة الميلاد:
شجرة الميلاد لم تعتمد من الكنيسة المسيحية كعادة إجتماعية إلا مع القرن الخامس عشر، عندما إنتقلت الى فرنسا، وفيها أدخلت الزينة اليها بشرائط حمر وتفاح أحمر، فضلاً عن إضاءتها بالشموع، تيمناً بأحد ألقاب السيد المسيح الواردة في “العهد الجديد” بأنه “نور العالم”.
إلا أنها لم تصبح حدثاً شائعاً إلا مع إدخال الملكة شارلوت زوجة الملك جورج الثالث تزيين الشجرة إلى إنكلترا، ومنها الى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، لتتحول أحد المظاهر الاحتفالية الأساسية والبديهية التي لا غنى عنها إحتفالاً بعيد الميلاد سنوياً في كل أنحاء العالم.
مع مرور السنين أضيفت تباعاً إلى شجرة الميلاد أشكال مختلفة من الزينة، لكل شكل رمزيته ومدلوله.
ومن هذه الأشكال: الكرات الملونة بالأحجام المختلفة، والأجراس رمزاً للرعاة الذين بحثوا عن السيد المسيح، والعكاز الذي يرمز الى عصا الراعي الصالح، إضافة إلى النجوم التي ترمز إلى نجمة بيت لحم التي دلت المجوس إلى الطريق، وكذلك السلاسل الضوئية التي ترمز الى تاج الشوك الذي وضع على رأس السيد المسيح.
وكانت توضع تحت الشجرة الميلادية أو بقربها مغارة الميلاد، ومجموعة من صناديق مغلفة بأوراق الزينة، فضلاً عن علب الهدايا التي يتم فتحها وتبادلها عشية عيد الميلاد.
“بابا نويل”:
“بابا نويل” أو “سانتا كلوز” المعروف غالباً بأنه رجل سمين جداً، يرتدي بزة يطغى عليها اللون الأحمر بأطراف بيض، وتغطي وجهه لحية ناصعة البياض، هو شخصية ترتبط بعيد الميلاد، لا بل انها الرمز الميلادي الأبرز، ومشهور في قصص الأطفال أنه يعيش في القطب الشمالي مع زوجته السيدة “كلوز” وبعض الأقزام الذين يصنعون له هدايا الميلاد، إلى الأيائل التي تجر له مزلاجته السحرية ومن خلفها الهدايا، ليتم توزيعها على الأولاد أثناء هبوطه من مداخن مدافئ المنازل أو من النوافذ المفتوحة وشقوق الأبواب الصغيرة.
قصة “سانتا كلوز” مأخوذة من قصة القديس نيكولاوس، وهو أسقف “ميرا”، عاش في القرن الخامس الميلادي، وكان يقوم أثناء الليل بتوزيع الهدايا على الفقراء والعائلات المحتاجين من دون أن يعلموا من الفاعل، وصودف أن توفي في كانون الأول.
-يتبع