أذاع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي رسالة الميلاد بعنوان “ميلاد في الشارع” من المقر البطريركي في الربوة، بعنوان “المسيح ولد فمجدوه”.
وجاء فيها: “اعتدنا أن ننظر السيد المسيح مولودا في مذود بمغارة.
وفي كل سنة تذكرنا الكنيسة بذلك في صلاة العيد وتدعونا إلى أن ننظر أين يولد المسيح لنرى بأي فقر وتجرد وتواضع كان ميلاده: “هلم أيها المؤمنون لننظر أين يولد المسيح” (سحر عيد الميلاد).
في هذا العيد يرغب يسوع في أن لا نكتفي بأن نذهب إلى المغارة لنراه مع يوسف ومريم بل يرغب في أن نذهب إلى الشوارع والحقول والخرب لنرى الذين لا مأوى لهم ولا كساء ولا غذاء، الذين يعانون أكثر مما عانى هو نفسه”.
لم يشعر يسوع بالخوف والقلق على حياته كما يشعر الناس الذين رموا بأنفسهم غصبا في البحار أو الأدغال.
الطفل يسوع عاد إلى بلاده مع أبويه سالما ودله ملاك الرب أين يستطيع أن يقيم بأمان: “قم فخذ الصبي وأمه وامض إلى أرض أسرائيل فقد مات طالبو نفس الصبي”.
كم من الشباب والعائلات الفتية تهاجر أو تنزح إلى غير رجعة لأنهم لم يجدوا ملاكا حارسا يقول لهم: “قم خذ الصبي وأمه وارجع إلى أرضك فقد مات طالبو نفس الصبي”.
عاش يسوع الغربة عن الوطن أعواما قليلة أما هؤلاء فكل أعوام حياتهم”.
وقال: “يوسف ومريم فرحا بالمولود الجديد. الرعاة والمجوس فرحوا عند رؤية يسوع بين يوسف ومريم.
لم يصبهم حزن عند رؤيته في مذود ولا خيبة أمل ولا قلق وعادوا من حيث أتوا فرحين مطمئني البال.
أما نحن فأي فرح ينتابنا اليوم عند رؤية الأولاد يولدون في الشارع؟ لا، ليس عندنا فرح الرعاة ولا فرح المجوس.
إلا أننا بالرغم من ذلك عندنا فرح يسوع الذي تركه لنا في خضم آلامه وأوجاعه وفي مستطاعنا أن نعطي هذا الفرح، بل يطلب يسوع منا أن نعطي هذا الفرح لهؤلاء الناس الذين لم يعرفوا الفرح.
نستطيع أن ننقل إليهم الميلاد، أن ننقل إليهم المغارة والمذود، إلى الشارع، إلى حيث هم ليروا يسوع ويفرحوا.
“إن كل ما صنعتموه إلى واحد من إخوتي هؤلاء، إلى واحد من الأصاغر فإلي قد صنعتموه” .
لتكن زيارتنا ليسوع في المغارة في هذا العام زيارة لهؤلاء في مغارتهم، في الشارع.
الميلاد في الشارع من المؤكد أن يسوع لن يعترض ولا يوسف ولا مريم.
على العكس. سوف نرى عندئذ كم نحن سعداء وكم هم سعداء، سوف نعيش ما يبشرنا به الملائكة في كل سنة “إني أبشركم بفرح عظيم”.
وختم العبسي: “الى هذه العملية يدعونا السيد المسيح في ذكرى ميلاده.
“إن مخلصنا قد افتقدنا من العلى، من مشرق المشارق، نحن الذين كنا في الظل والظلمة، وقد صادفنا نور الحق، لأن الرب قد ولد من البتول” (نشيد الإرسال).
لنتابع ونكمل ميلاد المسيح في الزوايا المظلمة لنحولها إلى نور، وفي الزوايا القاتلة لنحولها إلى حياة، وفي الزوايا الحزينة لنحولها إلى فرح، وفي الزوايا التعبة لنحولها إلى راحة” .