رغم اختلاف الظروف والطباع الشخصية، يعمد النائب جبران باسيل إلى محاولة تكرار تجربة الرئيس ميشال عون في السياسة والزعامة. ولعل المثال الساطع قيادته التمرد وتعطيل المؤسسات وفق شعارات براقة.
َوجد باسيل ضالته ورفع شعار عدم السماح بعودة “الترويكا”إلى الحكم بعد انقضاء عهد عون، على أن تكرار التجارب وفق نفس الصيغ لا تؤدي الغرض، فالمطلوب تفاهمات تفضي إلى اتفاقات حيال الاستحقاق الرئاسي الأمر الذي وضع باسيل بمواجهة حزب الله حليفه الوحيد.
وفق قراءة سياسية خاصة بالتيار الوطني الحر ، ليس من خيار امام باسيل سوى استلهام تجربة تمرد عمه العام 1989، بما يتجاوز عقد اتفاقات سياسية سبقت انتخاب عون عام 2016، فالتحضير يجري لزعامة مسيحية مديدة تستكمل تجربة الرئيس عون بمسارها الشاق والمتعرج.ثمة من يؤكد داخل التيار، بان مخاض الاستحقاق الرئاسي الحالي يتطلب التمرد على الواقع السياسي الحالي مهما كانت الخسائر الأنية. فالمطروح لا يصب لصالح باسيل مهما كانت المبررات، ووضعه بين مطرقة قائد الجيش وسندان زعيم المردة هو مجحف بكل المقاييس للتيار المسيحي الابرز ،من وجهة نظر عونية.
يعلم باسيل بأن التسوية الرئاسية مكلفة عليه ولن يحصل على مبتغاه، لذلك فهو يرفضها بالمطلق وينحو بإتجاه تعطيل الحكومة وعرقلة قراراتها، كما يقف حجر عثرة أمام مطلق تفاهم سياسي ينتج عنه انتخاب رئيس .
وبناء عليه، ليس من سبيل أمام باسيل سوى تجاوز كل الاعتبارات المتعلقة بتحالفاته والحسابات الراهنة، كونه ينظر للمستقبل البعيد طالما ان زعامة عون المسيحية امتدت 25 عاما قبل أن يصل رئيسا للجمهورية، بما تخللها من تقلبات عديدة.