ترأس كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، قداس عيد الميلاد في كاتدرائية مار الياس – الدباس، عاونه في الخدمة لفيف من الكهنة والشمامسة، وحشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل ألقى ميناسيان عظة قال فيها: “تكلمنا البارحة بمناسبة ليلة الميلاد، عن وضعنا الاجتماعي والسياسي في هذه الأيام الميلادية، إن كان في العالم أجمع كما في وطننا. وعبرنا عن النعم والبركات التي لا نزال ننالها من ربنا وخالقنا وفادينا يسوع، الذي نتذكره اليوم في هذه الذبيحة الإلهية بمناسبة الميلاد المجيد، ونلتجئ إليه طالبين رحمته وغفرانه، طالبين منه الخلاص من هذه الدوامة، هذه الزوبعة، التي وقعنا فيها منذ سنين ونحن متمسكون بعصياننا وكبريائنا، وكأننا لا نريد الحرية ولا نريد السلام وننهي كل إرادة صالحة تمد يد المعونة لنا”.
أضاف: “أذكر ما رددته البارحة في كلمتي عن الإبن الضال الذي بذر أموال أبيه في ملذات الحياة الدنيوية، فقد أصبحت أو بالأحرى أصبحنا نحن أيضا مثل الإبن الضال متعجرفين بآرائنا المتعرجة، وبذرنا أموال أهلنا وأولادنا وتركناهم في هوة عميقة لا رجاء لديها سوى العودة إلى خالقنا ومخلصنا مولود المغارة، الإله المتجسد. فلذا يا إخوتي الأحباء بينما نتلو الصلوات والتضرعات في هذا اليوم المبارك لفادينا الرب يسوع، طالبين معونته ليفتح أبواب قلوبنا وعقولنا لتحل النعمة والبركة ويفتح بصرنا وتقوى إرادتنا فنسير سوية كوطنيين مخلصين لهذه الأرض المقدسة التي وهبنا إياها الرب ونمتثل أمام العالم أجمع بمحبتنا لبعضنا البعض، كما أحببنا مولود المغارة، مغارة بيت لحم، كما أحببنا اليوم يسوع ابن الله الحي الإله الصباؤوت المولود في مذود فقير متروك من الجميع ولكنه لم يتركنا وحيدين”.وتابع: “لنسر إذا سوية يدا بيد وقلبا بقلب، نشق الصعاب ونخترقها لنعيش بحياة كريمة إلى أين القيم السماوية والحرية المثالية التي تحفظ حقوق الإنسان عامة وحقوق الضعفاء خاصة. نسير سوية كأبناء الله الذي بميلاده أتى ليفدينا ويصالحنا بالتبني مع الآب، إن حياتنا على هذه الأرض رسالة، رسالة حب وشهادة، فإن عشناها بقيمها السرمدية، سرنا في نور الرب، وإن رفضناها فهنالك النار وصرير الأسنان. كلامه كان ولا يزال، كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب، نعم إذ أكملنا طريق الإنشقاق والتفرقة فالهلاك مبرم لنا”.
وختم: “هذه هي رسالتي لكم أيها الإخوة الأحباء، في هذا اليوم المبارك، رسالة توعية، رسالة محبة، رسالة خادم بسيط يشدو ويعمل على النصر على أنانيته، ليجمع الشمل ويوحد الصفوف ويجذب الجميع إلى الله، هكذا يكون ميلاد يسوع المخلص، مخلص البشرية من العبودية بنشر الحب والسلام، مثلما تتلوها جوقة الملائكة يوم ميلاده قائلين: المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة. لقد ولد لكم اليوم مخلصا، اسمه يسوع.ولد المسيح … هللويا”.