كتب جان فغالي في” نداءالوطن”: عهدُ الرئيس ميشال عون فشِل، والفشل يتحمَّل مسؤوليته أيضا رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل الذي كان الرئيس الفعلي منذ اليوم الأول للعهد، وحتى قبل شهر من بدء العهد، حين تولى التفاوض في باريس مع نادر الحريري، رئيس مكتب الرئيس سعد الحريري آنذاك، ومستشاره الاول. باسيل «هندس» الحكومات والتعيينات والانتخابات، لم تكن تسقط شعرة من رأس العهد إلا بمشيئته. هذا الاداء الباسيلي أفشل العهد، ومكابرٌ مَن يرد بالإنكار، أمّا مقولة «ما خلونا» فمردودة لأنّ العرقلة ليست مفاجئة، وبسيطٌ إلى حدِّ البلاهة مَن كان يعتقد بأن الخصوم سيسهلون! فمنذ متى الخصمُ يسهِّل؟ وتأسيساً على ذلك، لماذا لم يواجِه المعرقلين برمي ورقة الإستقالة في وجوههم؟ ألم يفعل ذلك الرئيس اللواء فؤاد شهاب؟ لكن الإستقالة تحتاج إلى جرأة وإقدام ولا يُقدِم عليها مَن لديه شغفٌ بالكرسي وبالمنصب. ونصل إلى بيتِ القصيد: كيف لمَن فشِل، أو أفشل، العهد السابق، أن يتولى هندسة العهد المقبل؟ أي عاقل يقبل أن يتولى جبران باسيل هندسة التوصل إلى الإتفاق على رئيس جديد، وحتى رئيس حكومة جديد؟ كيف لمَن أفشل عهداً أن يضع مواصفات رئيسٍ لعهد جديد؟ وأن يقول: هذا غير مناسب، وهذا غير مقبول، وهذا ليس على قَدْر المرحلة؟
Advertisement
معذورٌ جبران باسيل، فبعد العماد ميشال عون، بأي رئيس يقبل؟ الطبيعة السياسية لجبران باسيل تجعله لا يقبل بأحد ولا يعجبه أحد، يعتبر نفسه أنه خارج التصنيف ويريد أن يصنِّف الآخرين، لكن هل يدرِك أنه مقيَّد؟ لا يمكن لباسيل أن يجمع بين «ورقة الرئاسة» و»ورقة التفاهم»، فالورقتان خطان لا يلتقيان: ورقة التفاهم أقرب إلى «خيار هانوي»، وورقة الرئاسة يفترض ان تكون أقرب إلى «خيار هونغ كونغ»، فكيف سيتمكن من القبض على الجمر في التوفيق بين هذين الخيارين؟ يصح في جبران باسيل قول المتنبي في سيف الدولة : «أنت الخصم والحَكَمُ»، وغالبا ما تطغى صفة «الخصم»على صفة «الحَكَم».