مشهدان متناقضان يطغيان على حياة اللبنانيين، وبالأخصّ في موسم الأعياد. وهذان المشهدان بما فيهما من واقعية حيرّت جميع الذين يتعاطون في علم الاجتماع، وفي عالم الاقتصاد أيضًا.
المشهد الأول هو الطاغي، لأنه يشمل أوسع شريحة من المواطنين، الذين أصبحوا يُسمّون “الطبقة الفقيرة” بعدما كانوا يشكّلون بمعظمهم ما كان يُعرف بـ”الطبقة الوسطى”، وهي الطبقة التي كان يُعّول عليها في الحركة الاقتصادية في البلاد.
أمّا بعد الأزمة المالية التي مرّت بها البلاد، وبعدما ضاع جنى العمر، أصبح معظم هؤلاء الذين كانوا يُصنّفون ضمن دائرة “الطبقة الوسطى” تحت خطّ الفقر. ويُشاهَد هؤلاء خارج دائرة اللاهثين وراء سهرات رأس السنة، التي يكفي سعر بطاقة واحدة لإطعام عائلة “مستورة” بأكملها لمدة شهر.
ومن بين هؤلاء الذين تسمح لهم ظروفهم بالسهر السخي لبنانيون مغتربون قصدوا وطنهم الأم لقضاء فترة الأعياد في ربوعه ومع عائلاتهم وأصدقائهم. وهم الذين يكمّلون مشهدية المشهد الثاني المتناقض مع المشهد الأول.
وعن هذين المشهدين المتناقضين، يقول أحد خبراء علم الاجتماع، إن لبنان المتنوع والمتعدّد في المجالات السياسية والثقافية والإيديولوجية هو متنوع ومتعدّد طبقيًا. هكذا كان وهكذا سيبقى. وهذه الحال موجودة في معظم البلدان حتى تلك التي تُصنّف متقدّمة وغنية من حيث مستوى الدخل الفردي.
المصدر:
لبنان 24