هوامش التنازل باتت ضيقة.. والرهان على تسوية خارجية

6 يناير 2023
هوامش التنازل باتت ضيقة.. والرهان على تسوية خارجية


لا يرغب اي من الاحزاب السياسية اللبنانية بخوض معارك خاسرة في هذه اللحظة بالذات التي يجمع الجميع على انها على مشارف التسوية الكبرى، وبالتالي فإن اي خطأ في الحسابات سيدفع صاحبه الثمن للسنوات المقبلة، لذلك فإن التعاطي ببرودة مفرطة مع الاستحقاقات اصبح جزءا من ادوات اللعبة اللبنانية.

على سبيل المثال، يعمل “حزب الله”على تأجيل اعلان اسم مرشحه للرئاسة الاولى اولا لانه لا يرغب بحرق اسمه وتحويله بشكل رسمي الى مرشح الحزب مع ما يستتبع ذلك من تبعات سياسية عليه، وثانيا لانه لا يرغب بتبني مرشح لا يستطيع ايصاله بشكل محسوم الى بعبدا.الامر نفسه فعلته “القوات اللبنانية” التي ابتعدت بسرعة عن ترشيح رئيسها وتبنت ترشيح رئيس “حركة الاستقلال”النائب ميشال معوض، اذ ان التنازل عن ترشيح معوض ليس خسارة لمعراب بعكس التراجع عن ترشيح رئيسها سمير جعجع، وعليه فإن الكباش اليومي المرتبط بالاستحقاق الرئاسي ليس اشتباكا جديا بعد.

لكن الخلاف والاختلاف في وجهات النظر بين القوى السياسية ليس على اسم الرئيس يل على عنوان واحد لا يمكن لاي طرف التنازل فيه للطرف الاخر لانه سيكون قد سلم بالكامل لمطالب خضمه في ظل انعدام الحلول الوسط. ولعل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هو اوضح من تحدث عن هذا العنوان.بحسب مصادر مطلعة فإن العنوان الخلافي الابرز بين القوى السياسية والمرتبط بهوية الرئيس المقبل هو موقفه من “حزب الله”وسلاحه، ففي حين ان خصوم الحزب لا يرغبون برئيس لديه نصف موقف من سلاح الحزب بل يريدون رئيسا حاسما في رفضه لاي سلاح خارج سلطة الدولة، يعلن “الحزب”بأنه يريد رئيسا لا يطعن المقاومة في ظهرها، ويريده “مُجرب” سياسيا.وتعتبر المصادر انه في ظل هكذا مواقف معلنه للاطراف كافة ، فان التنازل سيؤدي الى تحقيق الطرف الاخر انتصارا كاملا في السياسة، وعليه فإن الجمود الحالي ناجم عن عدم رغبة اي طرف بالتسليم بإنتصار خصمه في السياسة لان هذا الانتصار سيصبح مكتسبا كاملا ينطلق منه لتحقيق مكسب اخر في اي تسوية جديدة.

لذلك فإن الحل الداخلي، وبالرغم من وجود امكانية وعوامل مسهلة له، لن يكون سهلا، من هنا باتت القوى المعنية بالملف الرئاسي تنتظر تسوية اقليمية حاسمة تفرض على المعنيين في لبنان، وهذا ما انطلق منه السيد نصرالله عندما حذر من ان التسويات الخارجية تحتاج الى وقت طويل لا يمكن للبنانيين انتظاره.