يستمر الجمود السياسي على الساحة اللبنانية، في حين تتجه الأنظار إلى ما سيحمله الأسبوع المقبل بعد انتهاء عطلة الأعياد، ولا سيما على صعيد الانتخابات الرئاسية، حيث من المتوقع أن يدعو رئيس البرلمان نبيه بري إلى جلسة جديدة، في موازاة الخلاف المستمر حول انعقاد جلسة للحكومة والانقسام حولها بين داعم ورافض في ظل الفراغ الرئاسي.
وفي هذا السياق كتبت “النهار”: فيما يبدو واضحاً أن أي تطورات جديدة تتصل بتبديل أجواء الانسداد التي تعترض الآمال بانتخاب رئيس الجمهورية في المدِى القريب مستبعدة تماماً إن على الصعيد الداخلي أو على صعيد الدول المعنية بمواكبة الأزمة اللبنانية، تتجه الأنظار بغرابة شديدة إلى مجريات المآزق الداخلية وما تتركه من تداعيات مؤذية للناس. ذلك أن أزمة فقدان الفيول من معامل إنتاج الطاقة الكهربائية فقداناً تاماً جعل المناطق اللبنانية برمتها ترضخ لمعادلة “صفر كهرباء” ولو أن الوضع قبل الأيام الأخيرة لم يكن أفضل بكثير.
ويخشى مطلعون على مجريات الاشتباك الحكومي حول ملف السلفة الكهربائية أن تنزلق الأمور إلى متاهات تصعيدية إضافية قد تلاحق كل تفصيل وكل اجراء ولا تقف عند حدود الاشتباك الحاصل الآن. فقد كان ثمة اتجاه لعقد مشاورات وزارية في صدد عقد جلسة جديدة لمجلس الوزراء بعد بداية السنة الجديدة وطرح القضايا الملحة عليها بدءاً بموضوع الكهرباء، وبدا واضحاً أن هذه المشاورات جمدت إن لم تكن الغيت عقب جولات التساجل العنيفة بين السرايا.
وترصد الأوساط السياسية ما سيؤول اليه الأسبوع المقبل من تحركات ومعالجات إذ أن ملفات كثيرة لم يعد يمكن تجاهل بتها وحسمها بسرعة قبل أن تبلغ تداعياتها حداً خطيراً على المستوى الاجتماعي والمعيشي. كما أن الأنظار ستتركز على الجلسة الأولى المرتقبة لمجلس النواب في السنة الجديدة لانتخاب رئيس الجمهورية والتي ستحمل الرقم 11 في سياق الجلسات الانتخابية “العقيمة” التي أخفق المجلس فيها في انتخاب رئيس. ويرصد المراقبون ما إذا كان ثمة أي تغيير سيطرأ على توزع الأصوات أم أن القديم الذي اتبع خلال الجلسات العشر السابقة سيبقى على قدمه علماً أن أحداً لا تحدوه أوهام حيال تبديل جذري من شأنه أن يحيي الآمال بانتخاب وشيك لرئيس الجمهورية إذ أن الأجواء المحيطة بالاستحقاق تتسم بقتامة كثيفة لا تبدو قابلة للتبديد في المدى المنظور.