برزت معالم تحركات لدى بعض الجهات السياسية استعداداً للجلسة الحادية عشرة لمجلس النواب الخميس المقبل لانتخاب رئيس الجمهورية وأبرزها ما يتصل بما يتردد عن عزم “التيار الوطني الحر” على إنهاء تصويت نوابه بالأوراق البيضاء إسوة بسائر المكونات الأخرى لفريق “محور الممانعة ” وطرح مرشحه الرئاسي عبر التصويت له في الجلسة المقبلة. وهو أمر في حال حصوله سيكسر للمرة الأولى منذ بدء جلسات انتخاب رئيس الجمهورية رتابة الدوامة التي تدور ضمنها هذه الأزمة ولو لم يؤد تصويت “تكتل لبنان القوي” لأي مرشح إلى تبديل مسار الأزمة كلا، وفق ما كتبت صحيفة”النهار”.
وفي هذا السياق، أعلن عضو “تكتل لبنان القوي” أسعد درغام أمس “أن الثلثاء لدينا اجتماع سيَحسم مسألة التسمية والشخص التوافقي الذي قد نصوت له في الجلسة المقبلة”.
وفي المقابل تتوالى التحركات واللقاءات من جانب القوى المعارِضة التي ترشح النائب ميشال معوض وسط تنامي الحديث عن احتمال ولادة “الخطة – ب ” لهذه القوى والتوافق في ما بين مكوناتها على ترشيح جديد إذا توافرت له نسبة أعلى من الدعم النيابي.
وقد أكد أمس عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب رازي الحاج أنه “عندما نجد مرشحاً يستطيع تأمين 60 صوتاً فعندها نتحدث عن الخطة – ب”.وكتبت” الشرق الاوسط” :يدخل الاستحقاق الرئاسي في لبنان الأسبوع المقبل مرحلة «حاسمة»، إذ يتوقع أن تصبح النقاشات الأكثر عمقاً بالأسماء، مع إعلان «التيار الوطني الحر» أنه سيحسم يوم الثلاثاء مسألة تسمية الشخص «التوافقي» الذي سيدعمه.وكتبت” الديار”: لم تظهر مع مطلع العام الجديد اية بشائر تدل على انتخاب رئيس الجمهورية قريبا. لكن الساحة السياسية تشهد مؤخرا نوعا من اعادة ترتيب الاوراق للاطراف والمحاور النيابية سعيا الى تعزيز مواقعها في هذا الاستحقاق المفتوح.وفي ظل غياب الحوار المباشر بين سائر الاطراف واقتصاره على اللقاءات والمشاورات بالمفرّق يبدو مشهد الاستحقاق الرئاسي على حاله، الامر الذي يرجح بل يؤكد ان جلسة الخميس المقبل اذا ما دعا اليها الرئيس بري ستكون كسابقاتها ولن تشهد اي تطور او تبدل في المواقف.
وفي هذا الصدد رجحت مصادر نيابية ان يدعو الرئيس بري الى جلسة الانتخاب الخميس المقبل، وقالت مصادر عين التينة ان رئيس المجلس سيحسم هذا الامر يوم غد، وانه يتابع كل التطورات والمواقف بشان الاستحقاق.وحول ما نقل عنه مجددا بان الوضع لا يحتمل شهورا ولا حتى اسابيع، قالت المصادر « ان هذا الامر شاهد للعيان ولا يحتاج الى تفسير او برهان، فالبلد يشهد تدهورا كبيرا على كل المستويات والناس ترزح تحت وطأة اشتداد الازمة الاجتماعية والمعيشية والصحية، عدا عن غياب الكهرباء كليا وانقطاع المياه وتدهور الخدمات».واضافت « في الاوضاع الطبيعية يحتاج مثل هذا الاستحقاق الى جهد كبير فكيف في وضعنا هذا؟وقال مصدر حزبي بارز ل” الديار” ان لا افق حتى الان لحصول تطورات ايجابية قريبا، وليس هناك مؤشرات جدية على الصعيد الداخلي او الخارجي تدل على قرب الانفراج. وما نشهده من حراك هو في الحد الادنى طالما ان مروحة الحوار والتشاور لا تجري على نطاق واسع.اما على الصعيد الخارجي، يرى المصدر، انه لم تظهر ايضا اية اشارات جدية على زيادة وتيرة العمل لتسريع انتخاب رئيس الجمهورية، ولم يعرف بعد اي شيء عن اللقاء الثلاثي الذي جرى الحديث عن عقده منتصف هذا الشهر في باريس بين مسؤولين فرنسيين واميركيين وسعوديين.وفي المقابل قال مصدر سياسي ل” الديار” امس ان هناك ملامح لحصول تطور في موضوع الاستحقاق الرئاسي في النصف الثاني من هذا الشهر مستندا الى مصادر دبلوماسية تفيد بان الادارة الاميركية والمملكة العربية السعودية في صددالانخراط اكثر مع الجانب الفرنسي في البحث بالاستحقاق الرئاسي اللبناني والمرحلة المقبلة وان اللقاء الثلاثي المتوقع في باريس يعكس هذه الرغبة وهذا القرار ما سيرفع الضغوط على الاطراف اللبنانية لحسم امرها. كما ان هذه الاطراف ستواجه ضغوطا داخلية جراء تفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي وتزايد تفككك الدولة والمؤسسات.وبرأي المصدر ان الضغوط الداخلية والخارجية من شأنها ان تحدث انعطافة في مسار الاستحقاق الرئاسي نحو الحسم في غضون الاسابيع المقبلة.