انتخاب الرئيس والكهرباء والتحقيقات القضائية

9 يناير 2023
انتخاب الرئيس والكهرباء والتحقيقات القضائية


ثلاثة عناوين كبيرة لبنانية تتصدر المشهد السياسي ، الأول هو انتظار صدور دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري لجلسة انتخاب رئاسية يوم الخميس المقبل، لبدء جولة مشاورات داخل الكتل، وفيما بينها أملاً بتفادي نتائج شبيهة بالجلسات السابقة. وهو ما قالت مصادر نيابية إنه لا يزال بعيداً، فكل المواقف لا تزال على حالها وحدود التغيير لن تكون أكثر من شكليّة، كمثل قيام نواب التيار الوطني الحر بتسمية أحد المرشحين أو أكثر بدلاً من الورقة البيضاء، او اعتماد النواب المستقلين لعنوان جديد بدلاً من لبنان الجديد. فالانقسام لا يزال قائماً والاستعصاء مستمر، أما العنوان الثاني فهو أزمة الكهرباء حيث المشاورات جارية لعقد جلسة حكوميّة ببند واحد هو سلفة الكهرباء. أما العنوان الثالث، فيتمثل بوصول بعثة قضائية أوروبية إلى بيروت لبدء الاستماع الى قرابة ثلاثين شخصية مصرفية حول التحويلات وعمليات تبييض الأموال التي يحقق بشأنها القضاء الأوروبي.

وفي هذا السياق كتبت” النهار”: مع ان رئيس مجلس النواب نبيه بري بدا مع بداية السنة الجديدة متريثاً بل ربما متردداً في توجيه الدعوة الى الجلسة الحادية عشرة للمجلس لانتخاب رئيس الجمهورية المتوقعة الخميس المقبل، فان توجيه الدعوة المرجح اليوم سيأتي في اطار رزمة تطورات متلاحقة من شأنها ان تطبع الأسبوع الطالع بطابع الترقب والرصد لعل جديدا يطرأ على المشهد الداخلي المصاب بالانسداد والتازم. ذلك ان أي معطيات جادة لم تطرأ واقعيا على صعيد ازمة الفراغ الرئاسي والدوران في دوامة الحلقة المفرغة الموروثة من الجلسات العشر النيابية السابقة لكي يطرح رهان على تبديل جوهري محتمل في مسار الاستحقاق الرئاسي.
كما ان التضخيم الإعلامي غير الدقيق لما سمي لقاء باريس الرباعي ساهم في اغراق المشهد السياسي بمزيد من الالتباس. اذ نقلت امس مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين عن مصدر فرنسي رفيع قوله لـ”النهار” ان الاجتماع الذي سيعقد حول لبنان مع ممثل عن الإدارة الأميركية وممثل عن المملكة العربية السعودية لم يتأكد موعده بعد. ووصف المصدر الاجتماع بانه مثل الاجتماعات الأخرى التي عقدت بين الدول الثلاث على مستوى المستشارين للبحث في المساعدات والاصلاحات وموضوع عدم الاتفاق بين اللبنانيين على انتخاب رئيس. وردا على سؤال حول احتمال مشاركة قطر في الاجتماع قال المصدر “نحن نفكر في اشراك دول لديها نيات طيبة بالنسبة الى لبنان، ولكن لم يتأكد بعد ما اذا كانت قطر تنوي المشاركة”. اما عما رددته احدى محطات التلفزيون اللبنانية عن احتمال دعوة ايران، فنفى المصدر ذلك وقال ان هذا غير وارد. ويشار الى ان الاعلام اللبناني يتداول موضوع الاجتماع كأنه امر استثنائي في حين انه اجتماع تنسيقي عادي للدول الثلاث المتابعة للملف اللبناني والتي تنسق الموقف من التطورات في لبنان.

اما في المشهد الداخلي فان عاملين بدأ “النسج” عليهما في الأيام الأخيرة وسيكونان قيد الرصد والمتابعة في الأيام الطالعة لاستكشاف الأثر الذي يمكن ان يحدثه أي منهما في فتح مسالك الانسداد. العامل الأول يفترض ان يحل استحقاقه غدا من خلال ما تردد عن اتجاه “تكتل لبنان القوي” الى تسمية مرشح بعضهم يصفه بالتوافقي والبعض الاخر بالمرشح الثالث، ولا يبدو ان حسم اسمه وطبيعة المعايير السياسية التي قد يطرحها “التكتل” من خلاله قد حصل، في انتظار اجتماع هذا التكتل مساء غد ما لم يطرأ ما يبدد كل هذه المعطيات. وفي حال اقدم “التكتل” على اتخاذ قرار بتسمية مرشح والتصويت له بدءا من الجلسة الحادية عشرة للمجلس، فان هذا التطور، ولو لم يؤد بالتأكيد الى انتخاب رئيس للجمهورية، سيحمل تاثيرا ودلالات على مجريات المعادلة الانتخابية الرئاسية لجهة انه سينزع أصوات كتلة “التيار الوطني الحر” من كتلة الأوراق البيضاء التي تضم مكونات “محور الممانعة” للمرة الأولى منذ بدء الاستحقاق وتاليا يفترض رصد المواقف لمجمل الكتل من مرشح هذا التكتل.اما العامل الثاني الذي ينتظر ان يكون له تاثير فاعل فهو الحديث المتنامي عن مشاورات الكتل الداعمة للمرشح النائب ميشال معوض لجهة الاستعداد لطرح ترشيح جديد بالتنسيق مع معوض ومرشحين مستقلين اخرين، اذا تبين لهذه الكتل ان ثمة امكانا لاختراق أوسع، ولكن هذه المشاورات ستاخذ على ما يبدو طابعا متريثا وثمة ترقب لدى الكتل المعنية بها لما سيحصل في الجلسة الحادية عشرة قبل تقرير أي خطوة جديدة.وكتبت” البناء”: بحسب مصادر نيابية في تكتل لبنان القوي، فإن اجتماعاً سيُعقد يوم غد لتكتل لبنان القويّ لاتخاد القرار في شأن التصويت في الجلسة، وتقول المصادر لـ»البناء» إن هناك عدداً من النواب يدعو الى تسمية نائب من التكتل كمرشح لرئاسة الجمهورية، وهؤلاء يرفضون الأفكار والتي يطرحها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والتي تصبّ في خانة تسمية مرشح من خارج النادي البرتقالي. وتشير المصادر إلى أن التباين في الآراء قد يفضي الى الاستمرار في التصويت بورقة بيضاء وترك الأمور على ما عليه في الوقت الراهن.وعلى جبهة المعارضة، تقول مصادر حزب القوات اللبنانية لـ»البناء» إن تكتل الجمهورية القوية سيصوّت للنائب ميشال معوض في جلسة الخميس، مشيرة الى ان التوجه الى طرح مرشح جديد يحتاج الى تفاهم وتوافق بين الكتل المنضوية تحت لواء المعارضة. واستبعدت المصادر الذهاب الى تسمية قائد الجيش العماد جوزاف عون اذا لم تتبلور الأمور. هذا ويعقد حزب الكتائب اجتماعاً اليوم لتحديد موقفه من جلسة الخميس.وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ»اللواء» أن الأسبوع الطالع يفتتح بتحريك للملف الرئاسي من خلال دعوة إلى جلسة الأنتخاب ولقاءات بين عدد من الكتل النيابية لتنسيق المواقف بالإضافة إلى تبيان الصور المتصلة بأسماء تدخل نادي الترشيحات الرئاسية من قبل بعض القوى ولاسيما التيار الوطني الحر. ولفتت المصادر إلى أن هذه الحركة ليست بالضرورة أن تخرج بنتيجة إنما أفضل من الجمود الحاصل ،مؤكدة أن لا مبادرة فعلية تنقل موضوع الرئاسة إلى الحل النهائي على أن لا بد من انتظار ما قد يقدم عليه رئيس مجلس النواب بشأن دعوة المعارضة لقيام جلسات انتخاب مفتوحة.مصادر «القوات» اوضحت لـ»اللواء» انه حتى يوم امس لا جديد على هذا الصعيد، وكل ما يحكى عن «الخطة ب» غير دقيق وهي مختلفة عن كل ما يتم تداوله! وقالت: مبدئياً تتبلور الامور مع نهاية هذا الشهر.