لِم لا يدعو ميقاتي الحكومة ببند وحيد؟

11 يناير 2023
لِم لا يدعو ميقاتي الحكومة ببند وحيد؟


كتبت روزانا بو منصف في” النهار”: يعتقد البعض ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي يتردد حيال الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء ببند وحيد يتعلق بالكهرباء والبواخر فيما ان في امكانه ان يحرج المعارضين او المعترضين على ذلك وتحميلهم مسؤولية ما يتسببون به للشعب اللبناني.

ويعتبر هؤلاء ان ميقاتي لهذه الجهة يملك صلاحية لا يود منها استفزاز الاخرين ولكن يصعب كذلك عدم ممارسته ما كفله له الدستور بحيث يخدم القوى المعارضة لاجتماع مجلس الوزراء بحجج مختلفة في هذا المجال. فاذا استلزم الامر اجراء اتصالات متعددة لهذا الغرض بما فيه مع الكنيسة المارونية باعتبار انها جارت اخيرا التيار العوني في زعمه الدفاع عن صلاحيات الرئاسة الاولى ولكنها اغفلت حاجات الناس وتردي اوضاعهم في موازاة ذلك ، فيجب القيام بها.

فالدستور الى جانب حكومة تصريف الاعمال وكذلك شؤون الناس التي تتطلب رعاية ومتابعة لا سيما مع استمرار الشغور الرئاسي ، لا سيما ان الامور بدأت تتفلت على مستويات عدة في البلد . وليس من مانع مبدئي يحول دون خوض رئيس الحكومة مغامرة ذلك ببند وحيد او بندين ملحين يحرج من خلالهما كل القوى المشاركة في الحكومة فيما ان مسؤوليته وواجبه يمليان عليه ذلك وليس خصومته مع اي فريق سياسي . ومفهوم ان لا ميقاتي ولا حتى الثنائي الشيعي في وارد ان يظهر اي منهما في موقع من يحاول ان ينتقص او يقتنص صلاحيات الرئاسة الاولى فيما ان واجبهم كما واجب الجميع التوجه الى انتخاب رئيس جديد ، ولكن حملة اتصالات ومساع هادفة لمنع المزيد من الاستنزاف قد تؤتي ثمارها لجهة وضع الامور في نصابها الصحيح لا سيما ان ليس من مصلحة الطائفة المارونية او مرجعياتها السياسية والروحية ان تظهر في موقع التعطيل لادارة شؤون البلد بالحد الادنى ، وان كان يناسب الامر البعض من هذه القوى لاعتبارات ذاتية وسياسية مصلحية، فيما يتداعى البلد اكثر فاكثر ويهاجر المزيد من اينائه من كل الطوائف لا سيما منهم من المسيحيين .

وفهم في ضوء الاتصالات الاخيرة مع الثنائي الشيعي عدم حماسة الحزب لانعقاد الحكومة فيما كان التيار العوني رفع السقف بالتهديد بتسمية مرشحين للرئاسة الاولى اي تراجع الورقة البيضاء في عملية الانتخاب فيما راج انه لن يجرؤ على ذلك اذا لمس امتناعا من الحزب عن دعم انعقاد جلسة لمجلس الوزراء.
ميقاتي مزمع حتى الان على الدعوة الى جلسة للحكومة . و ما لم يملك المعطيات الكافية عن امكان انتخاب رئيس جديد في المدى المنظور ، فان المأزق قد يكبر وسيتحمله هو بمقدار اكبر مما يتحمله الاخرون ربما .