كتبت آية المصري في “لبنان الكبير” تحت عنوان حفظ ماء الوجه والود بينهما عزم “حزب الله” على ترتيب لقاء قريب يجمع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل مع مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا، اذ أن نية باسيل الاجتماع مع الأمين العام السيد حسن نصر الله ربما تعد شبه مستحيلة في هذه الفترة بسبب كلامه غير المسؤول وإتهاماته التي طالت كل أعضاء الحزب، كما أن “تفاهم مار مخايل” بات مصيره في مهب الريح بعدما كثر الحديث عن تطويره أو تعديله شكلياً وظاهرياً.
الجميع يعلم أن الحزب هو المايسترو الأساس في هذا التحالف، وباسيل يسير بحسب شروطه وليس العكس، لكن التوترات الأخيرة بين الطرفين تستوجب تخطيها ولملمة آثارها من خلال لقاء في العلن يبدو ودياً لكنه في الجوهر رسالة تأديبية يوجهها صفا الى الحليف اللدود باسيل.
فمتى سيعقد هذا اللقاء؟ وعلى ماذا سيتركز البحث فيه؟ وهل يتخطى التحالف بين الطرفين حروب البيانات الأخيرة وتعود المياه الى مجاريها؟
مصدر نيابي تابع لتكتل “لبنان القوي” أكد لموقع “لبنان الكبير” أن لقاء باسيل وصفا لم يناقش في إجتماع التكتل الأخير “لكنه شبه مؤكد، ولم يتم التطرق الى جوهره، ولا نملك أية معلومات دقيقة في هذا الصدد”.
عطا الله: تطوير “مار مخايل” أولوية
أما النائب غسان عطا الله فأشار الى أن “التيار والحزب متمسكان بتفاهم مار مخايل الذي نتجت عنه أمور عدة جيدة للبنان وللشعب، وكل لقاء نأخذه بالصورة الايجابية من أجل تحسين الأمور وتوضيحها وهدفنا الأساس إعادة صياغة المرحلة الجديدة من خلال تفاهم يليق بما وصلنا إليه”.
وأوضح “أننا نسعى الى تطوير إتفاق مار مخايل منذ فترة وحتى قبل الانتخابات النيابية الأخيرة، وتطويره من أولوياتنا كي يراعي الظروف التي حدثت في لبنان والمرحلة المقبلة التي سنقدم عليها، اضافة الى إهتمامنا بالاستحقاق الرئاسي وبمحاربة الفساد والوصول الى تحسين الادارة”، لافتاً الى أن “هناك العديد من الأمور استطعنا تحقيقها من خلال هذا التفاهم، واليوم يجب أن نصوغ أموراً جديدة نسعى الى تحقيقها في المستقبل القريب”.
وحول تجدد الخلاف إثر الحديث عن حضور وزراء الحزب الجلسة الحكومية المقبلة، قال عطا الله: “لا أعتقد أن حزب الله أبلغ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بأنه سيحضر الجلسة المقبلة، هناك كلام كثير يتداول لكن الأفعال بالأعمال، والجو لدينا كتيار حتى هذه اللحظة لا يشير الى أن وزراء الحزب سيحضرون الجلسة”.
جشي: التواصل لم ينقطع
وأكد نائب “حزب الله” حسين جشي أن “التواصل بين التيار والحزب لا يزال مستمراً ولم ينقطع، كما جرى التواصل بعد جلسة مجلس الوزراء الأخيرة”، معتبراً أن “من البديهي أن تحصل اللقاءات بين الطرفين، فالحزب ينظر دائماً بإيجابية وطالما أن الطرف الآخر أبدى إستعداده لاستكمال تفاهم مار مخايل فلا مشكلة لدينا”.
وذكر بأن “تفاهم مار مخايل حدث منذ ما يقارب 16 عاماً وبالتالي هناك الكثير من المعطيات التي حدثت وتطورت في البلد”.
وفضلّت مصادر مقربة من “حزب الله” عدم التعليق على هذا اللقاء خصوصاً وأنه لا يريد الكشف عن معطياته، مكتفية بالاشارة الى أن “المناخات الايجابية هي التي أتاحت الفرصة للدعوة الى هذا اللقاء، والطرفان حريصان على إبقاء التواصل والتفاهم بين بعضهما البعض نظراً الى ما فيه خير البلد ومصلحته”.
الجوهري: علاقة المصلحة تحكم الطرفين
في المقابل، وصف الشيخ عباس الجوهري اللقاء بأنه “لتنظيم الخلاف الحاصل بين حزب الله والتيار، فهذا الأخير لا يريد خسارة علاقته مع الحزب، مع العلم أن هذه العلاقة لن تعود الى ما كانت عليه في السابق”، معتبراً أن “العلاقة التي تحكم الطرفين علاقة الضرورة والمصلحة، وكلا الجانبين يهمه بقاء العلاقة مفتوحة لأن حزب الله من دون التيار يفقد حليفاً مسيحياً، والتيار من دون الحزب يفقد الساحة اللبنانية كلها، فلا أحد يتعاطى مع جبران باسيل سوى حزب الله، وبالتالي المصالح تفرض عليهما التحدث مع بعضهما البعض، لكن إرادة الأقوى في المعادلة (حزب الله) تمشي”.
وشدد الجوهري على أن “هناك خلافاً عميقاً بينهما لأن باسيل يريد أن يكون الحزب داخل معسكره في معركة رئاسة الجمهورية، وبرعونته يعتقد أن بإمكانه تمشية الحزب مثلما يريد، لهذا السبب يسعى الأخير الى أن يظهر لباسيل أنهم قادرون على السير قدماً من دونه حتى وأن يكون خارج المعادلة كلها، وأعتقد أن الحزب سوف يهذب باسيل”.