معالجة مختلفة لحزب الله للاستحقاق الرئاسي بثلاثة شروط

17 يناير 2023
معالجة مختلفة لحزب الله للاستحقاق الرئاسي بثلاثة شروط


كتب نقولا ناصيف في” الاخبار”:ليس الاشتباك الدائر من حول انتخابات رئاسة الجمهورية والاستغراق في شغور لا احد يعرف مداه سوى تكرار تجربة 2014 – 2016. بانقضاء شهرين ونصف شهر على الشغور وامرار عشر جلسات لانتخاب الرئيس دونما الانتخاب، لا مرشح معلناً لحزب الله مع ان لديه مرشحاً. هو لغز الاستحقاق الحالي وادارته على نحو مغاير لما رافق شغور السنتين ونصف السنة قبلاً. آنذاك لم يُرِد الحزب الجهر بترشيحه الرئيس ميشال عون مفضّلاً توجيه المعركة الانتخابية نحو ايصاله الى رئاسة الجمهورية بالتزام الصمت، بيد انه نزل عند رغبة رئيس تكتل التغيير والاصلاح لاطلاق مسار جديد للاستحقاق انتهى في نهاية المطاف بعد وقت قياسي الى انتخابه.
في الاستحقاق الحالي معالجة مختلفة يعلم بها مرشحه الفعلي النائب السابق سليمان فرنجيه وموافق عليها. شروطها ثلاثة:
1 – لا مرشح لحزب الله، وتالياً لرئيس البرلمان، سوى الزعيم الزغرتاوي. بيد ان الحزب لن يُرشحه في اي من الاوقات اللاحقة وإن اضحى الترشيح في صدارة الحدث. سينتظر الى ان يُنتخب دونما ان يعلن رسمياً ترشيحه. لكنه كذلك.
2 – لا يجد حزب الله نفسه محرجاً او مقيّداً بمدة معينة ترغمه اخيراً على الاستدارة عن خياره الحالي. ايا تطلّب زمن الانتظار، سنتان ونصف سنة او اكثر، سيتمسك بترشيح فرنجيه الى ان يُنتخب. لا بديل منه لديه مع افرقاء الداخل. وقد لا يكون بالسهولة المتوخاة التخلي عنه اذا دُعي الى التفاوض مع الغرب.
3 – المحسوب بعناية لدى الحزب انه سيفعل مع فرنجيه ما فعله مع عون. ان يتركه مرشحاً الى ما شاء الله ولن يربكه بـ«التيئيس» بمرور الوقت كي يتخلى من تلقائه. كلاهما، فرنجيه بعد عون، ليسا من طراز السريعي العطب في لحظات اليأس واول المستسلمين.خلافاً لظنٍّ شائع لم يكن عون، وكذلك فرنجيه في المرحلتين الحالية والمقبلة، عبئاً ثقيلاً على الحزب وهو يتحمّل وزر تأخير انتخابات الرئاسة وعرقلة الجلسات امس واليوم. منذ تجربة الرئيس السابق في الحكم الى جانبه، صار حزب الله معنياً بالرئاسة المقبلة اكثر من ذي قبل. هي، كسلاحه ورئاسة البرلمان، احد مقومات الاستراتيجيات الحتمية للمقاومة.
4 – لا ريب في ان حزب الله يعرف تماماً ان رأس جبل الجليد في خلافه مع باسيل، في الاستحقاق كما في الملفات المُستطرَدة والمتفرّعة منه ومنها الحكومة، يكمن في دعمه انتخاب الزعيم الزغرتاوي الذي يرفضه رئيس التيار الوطني الحر ويوحي بأنه مستعد للذهاب الى مجازفات شتى في سبيل الحؤول دونه ومنعه.