لا يزال “تيار المستقبل” مبتعدا عن الحياة السياسية اللبنانية بالرغم من وجود عدد لا بأس به من النواب الذي يدورون في فلك “بيت الوسط” والذين لديهم تأثير سياسي جدي في ظل توازنات المجلس النيابي الحالية، لكن، وبحسب مصادر مطلعة فإن “المستقبل” لن يعود الى الحياة السياسية قبل عودة العلاقة بين الرئيس سعد الحريري والمملكة العربية السعودية الى سابق عهدها.
لكن المصادر تتوقع ان يكون للرئيس سعد الحريري زيارة قريبة للبنان في اطار اثبات حضوره، ولعل هذه الزيارة ستكون في 14 شباط المقبل، اي في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وذلك لاحياء المناسبة كما جرت العادة ولعدم ترك الساحة للمزايدين على “التيار الازرق”.
وتؤكد المصادر ان الحريري في حال وصوله الى لبنان، لن يغادره بسرعة، بل سيعقد لقاءات تنظيمية وسياسية لعدة ايام في “بيت الوسط”، من دون ان تكون هذه اللقاءات اعلاناً حريرياً بالعودة الى الحياة العامة بالتوازي مع تفاقم الازمة الاقتصادية والسياسية واقتراب موعد التسوية الاقليمية والدولية.
وترى المصادر ان “تيار المستقبل” متعايش مع واقعه الحالي خصوصا وأن خصومه السياسيين لم يتمكنوا من تذويب حالته الشعبية ولا استقطاب النواب الذين يدورون في فلكه، حتى ان بعض النواب الذين كانوا محسوبين على خصوم المستقبل، باتوا اليوم اقرب الى الكتلة النيابية المحسوبة عليه.
لذلك فإن العودة في المرحلة الحالية ليس فيها اي فائدة سياسية،بل ستؤدي الى تعرّض المستقبل الى هجمات سياسية داخلية هو في غنى عنها، لذلك فالاولوية ستكون في المرحلة المقبلة لاعادة تنظيم التيار وسحب البساط من بعض القيادات السابقين الذين يحاولون وراثة الحالة الشعبية للرئيس سعد الحريري في بيروت تحديدا.
وبالتوازي مع التحسن النسبي للواقع المالي للحريري، فإنه سيسعى في المرحلة المقبلة الى تحسين علاقته بالرياض مستعينا بصداقاته مع الاماراتيين والفرنسيين من دون ان يكون له اي طموح بالعودة السريعة الى رئاسة الحكومة، بل على العكس يفضل المستقبل مرور الازمة الاقتصادية الحالية وهو بعيد عن السلطة والقرار…
بغض النظر عن الاستراتيجية التي يريد “تيار المستقبل” اتباعها في المرحلة المقبلة الا ان العودة السياسية حتمية، كما يؤكد المقربون من الرئيس سعد الحريري، لكنها في الوقت نفسه ليست قريبة وتحتاج الى تحضيرات تنظيمية كبيرة لم يحن وقتها بعد..