شكلت زيارة وفد حزب الله لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، خطوة لافتة وسط الواقع السياسي والرئاسي المأزوم.وبحسب” البناء” فان متغيرات طرأت على علاقة القوات اللبنانية مع الحزب التقدمي الاشتراكي، حيث يضغط مشهد المراوحة على الاشتراكي للبحث عن خطوات يمكن ان تنتج حلاً، وجاء تلويحه بمقاطعة جلسات الانتخاب في هذا السياق.
وقالت المصادر إن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط يطرح للتشاور معادلة قيام الفريقين الرئيسيين الداعمين لترشيح النائب ميشال معوض، والنائب السابق سليمان فرنجية، بالتراجع خطوة إلى الوراء، اي الاستعداد للتخلي عن مرشحيهما لتصفير المشهد الرئاسي والبدء بحوار تتولاه قوى وسيطة، لا يمانع الاشتراكي ان يكون بينها لبلورة اسم ثالث جامع، وهو ما تسبّب بتوصيفه عند القوات بـ «بداية الانقلاب الجنبلاطي الذي كنا نخشاه ونتوقعه»، كما قال جعجع أمام عدد من زواره، معلقاً بأن السير نحو مبادرات للتفاهم مع حزب الله يعني بداية التسليم بفك التحالف مع القوات. وتعتقد المصادر أن لقاء جنبلاط أول أمس مع قيادة حزب الله جاء في هذا السياق التأكيدي من الاشتراكي لاستقلاليته برغم التهويل القواتي، من جهة، ولمحاولة جسّ نبض حزب الله تجاه مبادرة وسطية يتبنّاها الاشتراكي.
وقال النائب بلال عبدالله ل”الديار”: ان اللقاء الذي جمع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي مع وفد من حزب الله في كليمنصو جاء لمواصلة الحوار الذي بدأ منذ اشهر بين الفريقين اللذين ليسا بالاصطفاف السياسي نفسه، بهدف التأسيس للمستقبل عبر فتح جدار بالمتاريس القائمة حاليا في لبنان. واضاف عبدالله ان اللقاء تمحور حول الاستحقاق الرئاسي الذي هو امر سيادي، الى جانب تناول ملف الكهرباء والقطاع التربوي وضرورة اتخاذ اجراءات اقتصادية اصلاحية بسرعة، كما الى تظافر كل القوى للخروج من الازمة التي تعصف بلبنان.
واكد النائب في اللقاء الديموقراطي ان حزبه منذ البداية يدعو ويعمل لرئيس للجمهورية يكون توافقيا ولا لرئيس لمحور ضد محور اخر على غرار ما حصل في الست السنوات السابقة في عهد الرئيس العماد ميشال عون، والهدف الا يعيش لبنان العزلة مجددا.