كتبت “الديار”: تعتبر النفايات الطبية التي تشمل بالطبع «الأدوية»، مشكلة متنامية ورئيسية في جميع أنحاء العالم، بسبب التخلص غير السليم من الأدوية غير المستخدمة. وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 50٪ من الأدوية التي يتم شراؤها عالميًا لا يتم استخدامها أو التخلص منها بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تلوث أنظمة المياه العامة ومطامر النفايات ومساحات أخرى. ومما لا شكّ فيه، إنّ فشل إدارة النفايات الدوائية ينعكس سلباً على صحة الإنسان والحياة البرية والبيئة.
وعرّف الخبير البيئي البروفيسور ضومط كامل النفايات الطبية بأنها كمية من النفايات الناتجة من مرافق الرعاية الصحية، مثل مكاتب الأطباء، والمستشفيات، وبنوك الدم، والعيادات البيطرية، بالإضافة إلى كافة المختبرات ومراكز البحوث الطبية. وهي البقايا أو المواد المستخدمة في خدمات الرعاية الصحية المُعرّضة لسوائل الجسم، أو الدم، وغيرها من المواد التي من الممكن أن تكون ناقلة لمرضٍ معيّن.بحسب الخبير البيئي، تعمل بعض الحكومات والمنظمات على زيادة الوعي بهذه القضية وتطوير طرق جديدة للتخلص السليم منها. فالنفايات الطبية مشكلة عالمية، ومن المهم معالجتها بشكل صحيح لحماية صحتنا وبيئتنا. إليكم أبرز مخاطرها:
– خطر التعرّض إلى الحروق الإشعاعية بسبب بعض المواد الإشعاعية فيها.- انتشار التلوث والتسمم، بسبب بعض المواد الخطرة المكوّنة منها المنتجات الطبية مثل الأدوية السامة للخلايا، والمضادات الحيوية، ووجود المركبات السامة، والزئبق، التي تنتشر إما في الهواء أو في المياه.- تفاعل بعض النفايات الدوائية سلباً مع مواد كيميائية أخرى، مما يتسبب في حدوث انفجارات أو توليد غازات أو أبخرة سامة.- حدوث إصابات شديدة، وإمكانية انتقال الأمراض في حال إعادة الاستخدام، بسبب سوء تصريفها.- إحتواء النفايات الطبية على بعض المواد الحادّة الخطيرة المسببة إصابات خطرة.- تسرب المخلفات الدوائية إلى المياه الجوفية.- زيادة معدل الوفيات لدى الحيوانات المائية الحية وحصول تغيرات في وظائف الأعضاء أو السلوك أو التكاثر.- حدوث طفرات في الحيوانات وتحفيز البكتيريا على تطوير مقاومة للمضادات.
أنواعهاهذا ويتمّ تقسيم النفايات الطبية إلى عدة أنواع بحسب المواد التي تحتوي عليها، وهي:- النفايات الطبية العادي: ولا يشكل هذا النوع خطورة على صحة الإنسان ومثالها الأوراق والزجاجات الفارغة غير المملوءة بالمواد الخطيرة وبقايا الأدوية غير الخطرة.- النفايات الصيدلانية: تتمثل في الأدوية منتهية الصلاحية والنفايات والأمصال المستغنى عنها.- النفايات البيولوجية: هي مخلفات العمليات الجراحية، كالأعضاء البشرية والدماء والسوائل وغيرها.- النفايات المشعّة: وهي كناية عن بقايا مخلّفات غرف الأشعة والمواد المشعة.- النفايات الطبية المعدية: وهي نفايات طبية معدية مثل الدم الملوث والأدوات الملوثة، كذلك القفازات الطبية.- النفايات الطبية الحادة: كل الأدوات الحادة كالإبر والمشارط سواء كانت مستعملة أو لا، والتي باستطاعتها اختراق الجلد بسهولة.- النفايات الكيمائية: وهي النفايات التي تتكون من مواد كيميائية صلبة أو سائلة أو غازية، يتم تصنيفها على أنها خطرة في حالة ما إذااحتوت على صفــة واحــدة على الأقل من الصــفات التالية: سامّة، سريعة الالتهاب، سريعة التفاعل، أو سامة للجينات.ماذا عن لبنان؟على صعيد لبنان، كشف «كامل» أن هذا الملف شبه مهمل كملف النفايات العام، فنسبة النفايات الطبية والدوائية مرتفعة جداً في لبنان، ومع الأسف ما من حلول جذرية معتمدة لمعالجتها. لكن وبحسب الخبير البيئي، هناك بعض المؤسسات الدولية والمنظمات المحلية التي تقوم بالتخلّص من النفايات الطبية والإستشفائية وتعالجها في محارق ومساحات معيّنة، إلّا أن معظمها لا يستوفي الشروط البيئية.لمعالجة هذه الأزمة، ناشد الخبير البيئي الجهات المعنية بالتعاون مع المنظمات، للعمل معًا لتطوير معايير وبروتوكولات للتخلص السليم من الأدوية، من أجل تقليل أي ضرر محتمل تجنّب حدوث أي أزمة صحية.