على مقربة من 14 شباط ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يبدو التنافس واضحا بين الرئيس سعد الحريري وشقيقه بهاء على أحقية زعامة الوالد كما التيار السياسي، ولكلاهما حسابات كما رهانات محلية و خارجية.
في الواقع، تتجسد حالة الرئيس الشهيد رفيق الحريري السياسية كما الشعبية بالرئيس سعد الحريري، المعتكف سياسيا حتى إشعار آخر، في حين بات من المؤكد حضوره إلى لبنان في زيارة خاطفة في ذكرى استشهاد والده، فيما تتباين الآراء حول أهدافها كما مدلولاتها.
على الهامش، حجز بهاء الحريري إطارا بات يتحرك من خلاله رغم إختلاف التسميات من “المنتديات”إلى “حركة سوا”، وصولا إلى “جمعية نوح”التي تشرف زوجته على أعمالها، وقد جمع الشقيق الأكبر كوادره في لارنكا القبرصية كدلالة على عدم انسحابه من الميدان السياسي، رغم النكسة التي أصابته في الانتخابات النيابية الأخيرة.
وفق قراءة سياسية، ليست مصادفة ان يكون ظهور الشقيقين بعد غياب، في هذا الظرف وهذا التوقيت بالذات، رغم اختلاف الهدف النهائي ، فكل واحد منهما منطلقات وإعتبارات حتمت عليه المضي قدما نحو الواجهة بشكل نسبي.
يدرك الرئيس سعد الحريري، كما غيره، بأن النقاش المتصل بالاستحقاق الرئاسي يتطرق نسبيا إلى رئاسة الحكومة في العهد المقبل، وهناك احتمالات متعددة لا يمكن الجزم بأنه شخصيا من بينها، لكن ينبغي حجز مساحة في النقاش ل”تيار المستقبل” بشأنها.
كما يملك بهاء الحريري اليقين الكامل، بأن الفرصة متاحة أمامه في ملء الفراغ السياسي نتيجة تعليق “تيار المستقبل” عمله السياسي حتى اشعار آخر . لذلك ينبغي إثبات الوجود، خصوصا في ظل مؤشرات على تحركات شعبية محتملة في المرحلة المقبلة.
لا تجوز ارجحية تقدم بهاء في ظل تراجع سعد، فإرث الشهيد رفيق الحريري السياسي والشعبي والتعاطف العائلي، لا يزال بيد الرئيس سعد الحريري، بينما ينبغي على بهاء إثبات قدراته في هذا المجال وهذا ما لم يتبين بشكل واضح طوال الفترة الماضية، بل على العكس من ذلك ، لا يزال الغموض يكتنف مشروعه السياسي في انتظار المزيد من الخطوات والشروحات.
بالمقابل، يقول معنيون، إن على الرئيس سعد الحريري الانتباه الى حجم التسرب التنظيمي صوب حالات خاصة داخل “تيار المستقبل”، من شخصيات كانت محسوبة عليه وتحاول الافادة من غيابه، وتراهن على تقدم عملي على حسابه وحساب”المستقبل”.