ثمة ترقب للاجتماع الذي تعد فرنسا لعقده حول لبنان في فترة قريبة.
وفي هذا السياق نقلت مراسلة “النهار” في باريس رنده تقي الدين عن مسؤول فرنسي رفيع ان الاجتماع الخماسي للبنان سيعقد في السادس من شباط في باريس على مستوى المديرين في وزارات الخارجية للولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر للبحث في المساعدات للبنان وخصوصا اليات الضغط على المسؤولين اللبنانيين للقيام بالإصلاحات وانتخاب رئيس للجمهورية .
في المقابل نقلت أوساط واسعة الاطلاع ل”نداء الوطن” معلومات تفيد بأنّ زيارة وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان الأخيرة إلى بيروت عزّزت “مناخ التشدد” في مختلف الاتجاهات لدى محور الثامن من آذار، معتبرةً أنّ هذا المناخ سرعان ما انعكس على الملف الرئاسي من خلال الاندفاعة الواضحة التي أبداها “حزب الله” باتجاه محاولة انتخاب مرشحه الرئاسي رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية بنصاب “النصف زائداً واحداً” ولو من دون أن يحظى انتخابه بأي غطاء مسيحي وازن.وأوضحت الأوساط نفسها أنّ عبد اللهيان بحسب المعلومات المتواترة لم يطلب من قيادة “الحزب” أي أمر محدد ومباشر في ما يتصل بالملف الرئاسي أو أي ملف داخلي لبناني، لكنه اكتفى بنقل رسالة إلى حلفاء طهران اللبنانيين مفادها “تدبّروا أمركم” بكثير من العناية في مواجهة الاستحقاقات المصيرية الداهمة التي تمرّ بها المنطقة، خصوصاً وأنه عكس بوضوح نظرة إيرانية تشاؤمية حيال تطورات الأوضاع الإقليمية في ظل المواجهة المفتوحة التي تخوضها طهران على كافة جبهاتها الداخلية والخارجية، لا سيما بعدما تدهورت علاقاتها مع الأوروبيين في الآونة الأخيرة.وكتبت” اللواء”:وصف مصدر سياسي حركة المبادرات الجارية منذ مدة بين عدد من السياسيين لاخراج أزمة انتخاب رئيس جديد للجمهورية من دوامة التعطيل، بفعل الانقسام الحاصل في المجلس النيابي وعدم قدرة اي طرف على تأمين الاكثرية المطلوبة لاي مرشح رئاسي، بانها ما تزال أسيرة هذا الانقسام والمراوحة،بفعل الرفض لهذا المرشح أو ذاك، بالرغم من طرح أكثر من اسم للترشح، بينما اقتصرت لقاءات لقاءات البطريرك الماروني بشارة الراعي مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية على الاستماع من كل منهما على وجهة نظره بخصوص الانتخابات، وتشديده على وجوب تقارب الرؤية بين القيادات السياسية المسيحية لانتخاب رئيس الجمهورية باسرع وقت ممكن،خشية استفحال أزمة الفراغ الرئاسي وانعكاساته السلبية على وضعية الدولة وهيبتها.وكتبت” الديار”:المعلومات التي تشير الى ان الانتخابات الرئاسية ستحصل في الصيف قد تكون غير دقيقة نظرا للوضع الاقتصادي المتردي والذي بات لا يحتمل الى جانب الغضب الشعبي الذي سيزداد فضلا عن استمرار الدولار في الارتفاع والذي سينعكس تضخما على اسعار السلع والمحروقات علما ان ارتفاع الدولار تدريجي ومستمر. وعليه، هل سيكون الغضب الشعبي عاملاً مؤثراً في تسريع انتخاب رئيس للجمهورية؟ من هنا تقول المعلومات ان الانتخابات الرئاسية ستحصل تحت الضغط وعلى ابعد حد بين شهر اذار ونيسان. وايضا من حماوة المعركة اطل الوزير وليد جنبلاط ليعلن موقفا مفاجئا جاء كالصدمة الكبرى اذ اعلن اللقاء الديمقراطي تاييده للعماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية. وانسحب جنبلاط من تاييد النائب ميشال معوض ليصبح اسم العماد جوزاف عون تقرأ اوراقه في مجلس النواب.وهنا لا بد من التوقف عند النواب التغييريين والمستقلين ونواب السنة الذين تربطهم علاقة ممتازة بقائد الجيش، بالاضافة الى تصويت حزب القوات اللبنانية للعماد عون رئيسا للجمهورية بعد انسحاب معوض.والسؤال المطروح هو التالي: اشكالية حزب الله من ترشيح جوزاف عون وترشيح الوزير سليمان فرنجية. والاشكالية هي ان حزب الله استفاد جدا من شعبية مسيحية في جبل لبنان والشمال من خلال تحالفه مع الوطني الحر الذي سجل 20 صوتا نيابيا وخلق جوا هادئا تجاه حزب الله ومنع قيام جبهة مسيحية ضد المقاومة. فهل يتخلى حزب الله عن الوزير باسيل وكتلة الوطني الحر ليربح حزب الله فرنجية؟ وعندها من سيكون الحليف المسيحي الكبير لحزب الله بدلا من الوطني الحر؟ . هذا سؤال مطروح على طاولة حزب الله الذي يدرس كيفية معالجة وضع ترشيح فرنجية وفيتو باسيل عليه علما ان التفاهم الشيعي المسيحي عبر الرئيس السابق ميشال عون والوزير جبران باسيل كان ناجحا وادى خدمات كبرى للمقاومة. انما في الوقت ذاته، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية هو حليف تاريخي لحزب الله ومن هنا قد تتأخر انتخابات الرئاسة كي يعرف كل مرشح للرئاسة اذا كان له حظوظ ام لا. وعندها ياتي مرشح تسوية قد يلعب البطريرك الراعي دورا كبيرا في ايصاله.ولم تحمل أجواء عين التينة وفق ما علمت «البناء» أي توجّه للدعوة الى جلسة الخميس المقبل بظل هذا المشهد التصعيديّ على صعيد ملف المرفأ من جهة والأوضاع الاقتصادية من جهة ثانية واعتصام نواب التغيير في مجلس النواب وسط استمرار الانقسام السياسي على الملف الرئاسي. ولفتت المعلومات إلى اتصالات تجري بعيداً عن الأضواء محورها عين التينة – كليمنصو – حارة حريك وميرنا الشالوحي في محاولة للتوصل الى مرشح موحّد، لكن حتى الساعة لم يتم الاتفاق على أي مرشح.وفي ما يتمسك ثنائي أمل وحزب الله بسليمان فرنجية ويجري العمل على تأمين أغلبية نيابية طالما أن عقدة الميثاقية المسيحية قد يمكن تذليلها شدّدت مصادر التيار الوطني الحر لـ»البناء» على أن «التيار» متمسك بموقفه الرافض لفرنجية وقائد الجيش معاً ويدعو للبحث على مرشح يحظى بتأييد أوسع شريحة نيابية مسيحية ويملك بعداً وطنياً ومواصفات الكفاءة ومشروعاً واضحاً لمكافحة الفساد وإنجاز الإصلاحات وإعادة بناء الدولة واصلاح علاقات لبنان بالدول العربية كافة.وأشار مصدر سياسي لـ»البناء» الى أن لا تسوية رئاسية في الأفق والأمور لا زالت تراوح مكانها والأميركيين والسعوديين وحتى الأوروبيين غير مستعدّين لتغطية أي حل للأزمة الرئاسية في لبنان لأسباب متعددة، إلا إذا نجحوا بفرض التسوية التي يريدونها عبر انتخاب رئيس من فريقهم السياسي.