لم تكن كلمة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل امس خارجة عن سياق الخلاف السياسي بينه وبين حزب الله، وبالرغم من النتائج الايجابية التي ظهرت بعد اللقاء الاخير بينه وبين الوفد القيادي للحزب الا ان باسيل قرر البناء على سلبية عدم الاتفاق في الاستحقاق الرئاسي والذهاب مجددا الى التصعيد ضد حليفه.
حسم باسيل امس سبب الخلاف مع الحزب من دون ان يعلن عن ذلك صراحة، اذ انه وبمجرد عودته الى التصريحات الانفعالية التي تزعج حزب الله بالشكل وبالمضمون، فهو قد حدد اصل المشكلة انها في رئاسة الجمهورية وليس في اي ملف آخر، لا اجتماع الحكومة ولا التفاصيل السياسية الاخرى.أنهى باسيل امس تحالفه الحالي مع “حزب الله”من خلال اعلانه استعداده للبحث في تفاهم جديد مع حارة حريك، معتبرا ان الحزب لم يلتزم في اي من بنود التفاهم السابق الا بند المقاومة، وهذا يعني ان هناك مرحلة جديدة قد بدأت في علاقة الطرفين ستشهد كباشا سياسيا واعلاميا كبيرا.وصل باسيل الى هدفه الاساسي من كل الخلاف الذي افتعله مع حليفه في الاسابيع الماضية، واعلن امكان ترشحه لرئاسة الجمهورية، وهذا الامر يعني ان الرجل قرر الذهاب بعيدا في رفض اي مرشح رئاسي مطروح حاليا على طاولة البحث. واضافة الى تأكيده مجددا رفض ترشيح سليمان فرنجية، فقد فتح باسيل النار على قائد الجيش.يريد باسيل تكرار ما فعله مع فرنجية من خلال قطع الطريق على نفسه امام اي تراجع بما يتعلق بترشيح قائد الجيش، وبدأ الصعود على شجرة الرفض القاطع لدعم العماد جوزيف عون في معركته الرئاسية، معتقداً انه انهى حظوظ فرنجية بشكل كامل ما يعني ان الافرقاء السياسيين قد يتجهون لدعم قائد الجيش والتوافق عليه.عاد باسيل لانتقاد حزب الله في العلن وهو الامر الذي ازعج الحزب خلال الاسابيع الماضية ،خصوصا ان ما يقوله باسيل ليس صحيحا من وجهة نظر حارة حريك، كما ان باسيل جامل قوى سياسية عدة من دون ان يسميها في اطار “الزكزكة” المتعمدة لحليفه.من المرجح ان تعرقل كلمة باسيل التي القاها امس، التقارب المتجدد بينه وبين الحزب الذي كان يتجه الى خطوات تنسيقية متعددة قبل الوصول الى تسوية رئاسية معه او اقله بموافقته، لذلك فإن بداية الطلاق السياسي اعلنها باسيل بطريقة ديبلوماسية وقد تكون اكثر وضوحا في الايام المقبلة.