أخطاء باسيل فرنجية: التقارب المستحيل

31 يناير 2023
أخطاء باسيل فرنجية: التقارب المستحيل


في العمق، يتمنى سليمان فرنجية رئيس “تيار المردة”ان يتم انتخابه رئيسا للجمهورية من دون دعم رئيس “التيار الوطني الحر”جبران باسيل، علما ان دعم الاخير سيحسم المعركة الرئاسية بعد ساعات ويؤدي الى وصول فرنجية الى قصر بعبدا، لكن فرنجية يفضل ان يتأخر وصوله الى الرئاسة على ان يدعمه باسيل.

حاول فرنجية خلال الاشهر الماضية تجنب الرد على باسيل وهجومه الاعلامي والسياسي في اطار عدم تصعيد الخلاف معه لعدم قطع الطريق امام اي تقارب سياسي او انتخابي بين الطرفين، لكن خلال تصريحه الاخير من بكركي ظهر فرنجية كمن استغنى كليا عن دعم باسيل او أقله يأس من حصوله عليه.ليس مفهوما السبب الذي ادى الى تقارب سياسي بين الرجلين قبل الانتخابات النيابية الاخيرة في ظل عدم رغبة الطرفين في استثمار هذا التقارب والبناء عليه، لكن الاكيد ان فرنجية وباسيل امعنا في الاخطاء تجاه بعضهما البعض ما اوصل الامور الى حائط مسدود لا يمكن تجاوزه بسهولة،لدرجة ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فشل في تطبيع العلاقة الثنائية بينهما.أحد الاخطاء الاساسية التي وقع بها فرنجية في علاقته مع باسيل مؤخرا انه اعتمد على حزب الله، بمعنى انه اعتبر ان الحصول على دعم باسيل من مسؤولية الحزب، ولم يكلف نفسه عناء التواصل مع رئيس “التيار الوطني الحر ” وزيارته لبحث التسوية الرئاسية ولمعرفة مطالبه في مقابل الدعم النيابي. لم يقم فرنجية بهذا التنازل وبقي على موقفه من باسيل ما زاد حجم الهوة بينهما، خصوصا ان من يريد ان يعقد تسوية لصالحه عليه ان يتواصل مع خصمه.هذا الامر يدركه فرنجية بشكل قطعي لذلك يقوم بتواصل جدي مع “القوات اللبنانية”والمملكة العربية السعودية ويقدم لهما ولغيرهم الضمانات السياسية والشخصية لكي يؤمنوا له انتخابا سلساً ولا يعرقلوا وصوله الى بعبدا.في المقابل، فإن باسيل حوّل معركته مع فرنجية الى شخصية ورفع السقف كثيرا ليضمن عدم قدرته على التراجع أو دعم رئيس المردة، الامر الذي كبل باسيل سياسيا وجعله مضطرا ان يبحث عن خيار رئاسي غير واقعي لارضاء جمهوره الذي حرضه بنفسه ضد فرنجية. هذا مع العلم أن المصلحة السياسية الكاملة لباسيل تكمن في دعم فرنجية والحصول على مكاسب سياسية هو بأمس الحاجة لها.لم يعد التقارب ممكنا بين باسيل وفرنجية اقله في سياق الاستحقاق الرئاسي، الامر الذي يجعل خسائر الطرفين السياسية اكبر في ظل وجود عدد كبير من الخصوم الذين يسعون الى تحجيم نفوذ الحزبين المسيحيين وشعبيتهما.كما ان حزب الله حليف الطرفين هو الاكثر تضررا من خلافهما على الصعيدين السياسي والاعلامي.