شهد مثلث عين التينة – كليمنصو – بكركي حركة سياسية لافتة لتزخيم الملف الرئاسي في إطار الجهود التي يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط مع كافة الأطراف، للتوصل الى توافق حول انتخاب رئيس للجمهورية.
فيما استمرت الحركة النشطة في بكركي متمحورة حول الاستحقاق الرئاسي من خلال زيارة وفد “اللقاء الديموقراطي” للصرح برئاسة النائب تيمور جنبلاط، مضى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في تحركه “التنقيبي عن الرئيس” على ما وصفه في حديث الى “النهار”. واكد “أنني أحاول على طريقتي إيجاد قواسم مشتركة والبحث عن كوّة تساهم في خرق جدار المراوحة مع جميع الأفرقاء للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية في انتظار تبلور مبادرة عربية – دولية”، موضحاً: “لا أملك “خطة ب” للرئاسة لكنني أحاول الخروج من الأفق المسدود فقط، لأن البلد متروك والوضع الاقتصادي يزداد انهياراً والوضع القضائي ينهار أيضاً، في وقت يقوم الأمل الوحيد على الوصول إلى انتخاب رئيس”.
ولماذا اختار قائد الجيش العماد جوزف عون والنائب السابق صلاح حنين والوزير السابق جهاد أزعور كمقترحات لمرشحين رئاسيين؟ أوضح رئيس التقدّمي أن “الأسماء التي اقترحتُها للرئاسة ليست وحدها بمثابة أسماء نهائية. ثمّة طروحات متنوعة ومرشحون عدّة يليق بهم اعتلاء المنصب الرئاسي أمثال شبلي الملاط وميّ الريحاني… وهناك كفايات متعدّدة بين اللبنانيين جديرة في الوصول إلى هذا المنصب”.
ورداً على سؤال، لفت الى أن “الضبابية حيال الموضوع الرئاسي قائمة لدى جميع الأفرقاء السياسيين وليست محصورة بـ”حزب الله” فحسب، لذلك أحاول إذا كان في الامكان الوصول إلى قاسم مشترك على نطاق القوى السياسية جميعها”.
واللافت في حديث جنبلاط قوله: “أعتقد أننا وصلنا مع الاستاذ ميشال معوض إلى أفق شبه مسدود لأنه اعتُبر من بعض الأفرقاء مرشّح تحدٍّ؛ فلنفتّش ونتعاون مع النائب معوض من أجل الوصول إلى مرشّح التسوية، إذا صحّ التعبير”.ومساء امس زار جنبلاط عين التينة والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور الوزير السابق غازي العريضي واكد بعد اللقاء “أننا نحاول اختراق بعض الحواجز للوصول إلى توافق يعطينا أملا في انتخاب رئيس لأننا لا نستطيع أن نبقى في دوامة الورقة البيضاء وهذا رأي مشترك مع الرئيس بري”.ورأى أن “هناك شيئاً مخيفاً وهو العداد أي انهيار الليرة اللبنانية في كلّ لحظة والهندسات المالية التي يجريها مصرف لبنان لا تنفع اذا لم يحصل اصلاح حقيقي من خلال انتخاب رئيس للجمهورية وتبني مشروع صندوق النقد الدولي” .وسبق زيارة جنبلاط لبري لقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مع وفد “اللقاء الديموقراطي” برئاسة النائب تيمور جنبلاط . وأعلن النائب راجي السّعد باسم الوفد اذا أن “بكركي أساس في الشراكة الوطنيّة وهي الدّاعم الأساس للطائف والدستور”.وقال “نتفق مع البطريرك الماروني على أهمية التمسك بالطائف والوحدة الوطنية ورفض المشاريع التي تتناقض مع ميثاق العيش المشترك”. وأضاف “لا إتفاق على إسم معيّن للرئاسة ولكن هناك تراتبية بالأسماء وإسم قائد الجيش العماد جوزف عون في الصّدارة وهذا الأمر نتيجة الاجتماعات التي جرت بين الكتل”.كما أكد أن “البطريرك الراعي لم يتّخذ موقفاً ولم يُعطِ أولويّة لأيّ إسم، وما من مرشّح يحظى بتأييد 65 نائباً حتى الآن”. وتابع “إذا هناك اتفاق على قائد الجيش سنسعى الى تعديل الدستور”...وكتبت” نداءالوطن”: بدأت التقاطعات الرئاسية تتزايد حول اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون في ظل تزاحم المؤشرات المؤيدة أو أقله غير المعترضة على ترشيحه وانتخابه، وهو ما بدا جلياً في سلسلة من الطروحات والتحركات التي تصدرت المشهد في الآونة الأخيرة، بدءاً من إدراج رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط اسم قائد الجيش ضمن سلة أسماء المرشحين التوافقيين للرئاسة، مروراً بالمواقف “القواتية” الإيجابية التي أثنت على مناقبيته وعدم معارضة انتخابه في حال التوافق عليه، وصولاً بالأمس إلى الزيارة اللافتة للانتباه التي قام بها نواب تكتل “الاعتدال الوطني” إلى اليرزة لإعلان “الدعم المطلق” للمؤسسة العسكرية…أما “الثنائي الشيعي” فلا يزال “يعمل جاهداً وجدياً لتمرير انتخاب رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية بالنصف زائداً واحداً”، وفق ما نقلت مصادر مواكبة لأجواء “الثنائي”، مؤكدةً أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري و”حزب الله” يقومان راهناً بعملية “جرد للأصوات” الداعمة لفرنجية بغية البناء على حاصله الانتخابي تحضيراً لعقد جلسة رئاسية مكتملة النصاب ومتتالية الدورات فور التيقّن من حيازته 65 صوتاً لانتخابه رئيساً للجمهورية.وفي ما يتصل بالموقف من ترشيح قائد الجيش، أوضحت المصادر أنّ “حزب الله” و”حركة أمل” غير متحمسين لهذا الخيار ويعمدان إلى تطويقه بمسألة “التعديل الدستوري”، وكشفت في هذا السياق أنّ مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله” وفيق صفا كان قد عبّر صراحةً خلال لقاء كليمنصو الأخير، رداً على مفاتحة جنبلاط وفد “الحزب” بموضوع ترشيح قائد الجيش، عن صعوبة إجراء تعديل دستوري لانتخابه معتبراً أنه “أمر غير متاح” في الظروف الراهنة.وكذلك الأمر، بالنسبة لموقف رئيس مجلس النواب الذي سمعه جنبلاط في عين التينة أمس، سواءً لناحية تجديد بري تمسكه بترشيح فرنجية أو لجهة استصعابه عملية التوافق على تأمين نصاب الثلثين حضوراً وتصويتاً لإجراء التعديل الدستوري اللازم لانتخاب العماد عون، وأوضحت أوساط مواكبة لحركة جنبلاط أنه استعرض وبري خلال اللقاء مروحة من الأسماء القادرة على كسر حالة الجمود والمراوحة في الملف الرئاسي، واتفقا على تكثيف المشاورات، كل من جانبه، تمهيداً لاستكمال النقاش والبحث في محاولة لإحداث أي خرق في جدار الأزمة، سيما وأنّ جنبلاط كان واضحاً إثر اللقاء في إبداء عزمه على المضي قدماً في “محاولة اختراق بعض الحواجز السياسية والنفسية من أجل الوصول إلى توافق لأننا لا نستطيع أن نبقى في هذه الدوامة ونذهب كل أسبوع لنصوّت بورقة بيضاء وغير بيضاء” في الجلسات الرئاسية، محذراً من “عداد الليرة التي تنهار كل لحظة ومهما حاول البعض في البنك المركزي أن يقوم بهندسات مالية، فإن ذلك لا ينفع إذا ما لم يجرِ إصلاح حقيقي من خلال انتخاب رئيس للجمهورية، وتبنّي قسم من مشروع صندوق النقد الدولي”.وإذ نقلت الأوساط أنّ وفد “اللقاء الديمقراطي” سيواصل جولته خلال الأيام المقبلة على القيادات والمسؤولين من مختلف الاتجاهات، كشفت في الوقت عينه أنّ حركة رئيس “الحزب الاشتراكي” شملت تواصلاً مع الفاتيكان من خلال السفير البابوي المونسنيور باولو بورجيا للتباحث في الوضع اللبناني عموماً وآفاق الاستحقاق الرئاسي على وجه التحديد، مشيرةً إلى أنّ موقف جنبلاط نهائي في معارضة القفز فوق الكتل المسيحية في عملية انتخاب رئيس للجمهورية، إذ لا يجوز أن تكون الكلمة الفصل في الرئاسة الثانية للمكون الشيعي وكذلك الأمر في موقع الرئاسة الثالثة بالنسبة للمكون السنّي، وفي المقابل يصار إلى تجاهل توجهات الكتل المسيحية الوازنة حيال موقع الرئاسة الأولى.وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما سجل من تحرك سياسي لجنبلاط ونجله وبعض نواب كتلته لا يعد مبادرة جاهزة إنما مسعى لكسر الجمود الحاصل في الملف الرئاسي.وتوقعت هذه المصادر بأن يفتح نقاشاً حول الأسماء التي رشحها جنبلاط في محاولة لمعرفة الأصداء، على أن المعطيات أشارت إلى أن رئيس الأشتراكي لم يحدد اسما معينا إنما دعا إلى فتح باب التشاور الفعلي.ورأت هذه المصادر أن هناك لقاءات يقوم بها جنبلاط نفسه أو يوفد إليها نواب من اللقاء الديمقراطي في إطار البحث بنقاط مشتركة، لافتة إلى أن هناك ترقبا لخطوة ما تقوم بها المعارضة.وفي مجال آخر، أكدت أوساط مراقبة أن زيارة جنبلاط إلى رئيس مجلس النواب اندرجت أيضا في إطار الاستفسار عن خطوات بري المقبلة.ونقلت «اللواء» عن مصادر سياسية بارزة ومطلعة، ان «ثنائي امل وحزب» وحلفاءه قرروا طرح ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية خلال شهر شباط، لكن لم يتحدد بالضبط مسار هذه العملية وتوقيتها ربطاً بظروف إنضاجها.وقالت المصادر: ان شهر شباط سيشهد حراكاً رئاسياً داخلياً مكثفاً لملء الشغور الرئاسي، لأن الخارج مشغول بأمور كثيرة اخرى ولا يمكن ان يحل محلنا في اختيار الرئيس.واكدت المصادر انه بعد 12جلسة انتخابية عبثية، اصبح لا بد من طرح اسماء المرشحين من كل الاطراف، وربما يحصل توافق على تبني اسم او اسمين ليتم انتخاب احدهما.ووفق ما تقول مصادر مطلعة على لقاء بري – جنبلاط لــ»االبناء» فهناك تقاطع بين الطرفين الى أن التوافق هو الممر الإلزامي لانتخاب رئيس للجمهورية، ووضع حد للجلسات التي لا تفضي الى انتخاب رئيس ومسلسل التصويت بالورقة البيضاء». وكشفت المصادر بأن البحث بين بري وجنبلاط لم يتم الدخول بأسماء المرشحين خلال اللقاء، لكن تم التفاهم على أن «المطلوب هو الذهاب الى جلسات نيابية تؤدي الى انتخاب رئيس»، مشيرة إلى أننا «سلكنا مساراً يهدف الى إيجاد خرق بجدار التعطيل والفراغ».في المقابل تؤكد أوساط على صلة بحزب الله لـ»البناء» أن «الحزب ليس لديه خطة ب حتى الساعة ولا يتحدث بأي مرشحين غير فرنجية وهو متمسك بترشيحه، وبالتالي لا يؤيد قائد الجيش طالما هناك مشهد تصعيد واشتباك في المنطقة وغياب التسويات». وأضافت بأن حزب الله لم يخترع ترشيح فرنجية بل كان الأخير مرشحاً جدياً لفرنسا والسعودية والكنيسة المارونية وللرئيس سعد الحريري مع عدم ممانعة أميركية، وبالتالي يُعدّ مرشحاً توافقياً حقيقياً، وهو يجمع المواصفات والعناوين التي تتطلبها المرحلة المقبلة والتي تطرحها كافة الأطراف، لا سيما تحسين العلاقات مع السعودية ودول الخليج والدول العربية لإعادة فتح باب الدعم الخليجي المالي للبنان بالتوازي مع إصلاح العلاقات اللبنانية مع سورية نظراً لأهميتها في حلّ الكثير من الملفات الخلافية العالقة والأزمة السياسية بين لبنان وسورية، وبالتالي فرنجية يجسّد معادلة الـ س– س».لفتت مصادر مسؤولة في الحزب «الاشتراكي» لـ» الديار» ليلاً، رداً على سؤال حول المضيّ بدعم النائب المرشح الى الرئاسة ميشال معوض، فيما وضع جنبلاط ثلاثة اسماء رئاسية خلال اجتماعه مع وفد من حزب الله، فاشارت الى انّ ترشيح النائب معوض وعلى ما يبدو لن يصل الى درب مفتوح وهو يعلم ذلك، كذلك الامر بالنسبة الى المرشح سليمان فرنجية، الذي يعتبره البعض مرشح تحدٍّ، فيما الوضع لا يحتمل المزيد من المناكفات، لذا لا بد من إنتخاب مرشح توافقي مقبول من اغلبية الافرقاء.