كتبت كلير شكر في” نداء الوطن”: اكتسب اللقاء المسائي بين بري وجنبلاط أهمية بالغة لكونه تزامن مع تسريبات تفيد عن حماسة بري لتأمين 65 صوتاً لانتخاب فرنجية في وقت قريب، في ضوء التطورات الاقليمية المتسارعة التي تشي بامكانية اشتداد الأزمات الاقليمية أكثر وانحسار المساعي التفاوضية. يقول أصحاب وجهة النظر هذه إنّ قوى الثامن من آذار، وتحديداً الثنائي الشيعي قد يفعّل اتصالاته لتأمين أكثرية تتيح لفرنجية دخول القصر رئيساً في وقت ليس ببعيد، أسوة بالأكثرية التي ساهمت في إعادة انتخاب بري رئيساً للبرلمان. ما يعني الاستعانة بأصوات «اللقاء الديموقراطي»، وذلك لضمان تأمين الرئاسة الأولى في حال أخذت تطورات المنطقة منحى سلبياً غير مضبوط. ومن بعدها يعود البحث عن سلّة تسويات اقليمية تقي العهد الجديد.وفي هذا السياق، يقول المطلعون على موقف الثنائي إنّ الأخير متحمّس لهذا السيناريو لكنه في الوقت نفسه متهيّب منه، ليضيفوا أنّه في جعبة فرنجية ما يكفيه من أصوات (من دون أصوات «اللقاء الديموقراطي») تسمح له بأن يصير رئيساً، لكنّه يفضّل التريث لتأمين غطاء اقليمي لعهده لكي لا يُحرق في الأيام الأولى لولايته بفعل تمادي الانهيار المالي والاجتماعي. بالتوازي، يشير المطلعون على لقاء عين التينة الى أنّ بري كان واضحاً في تأكيده أنّ خيار فرنجية لا يزال هو الأول بالنسبة للثنائي الشيعي الذي لم يستنفد كلّ محاولاته لتأمين وصوله إلى بعبدا رئيساً، وبالتالي لا امكانية للنقاش في مرشّح بديل طالما أنّ الأفق لم يقفل بعد، فيما شرح جنبلاط وفق المطلعين حيثيات تفضيله الخيار الوسطي من الترشيحات بكونها «آخر الدواء». و»اذا مش الاثنين، على الأكيد الخميس»، فلماذا التأخير؟
Advertisement
بالنتيجة، لا مؤشرات جدية توحي بأنّ طبخة ترئيس فرنجية وضعت على نار حامية. فيما مبادرة جنبلاط بالتنقّل بين المعسكرين منحت بري تمريرة بإمكانه استخدامها للتطنيش على الدعوة لعقد جلسة انتخابية في القريب العاجل خصوصاً وأنّ «اللقاء الديموقراطي» لوّح بامكانية عدم المشاركة في جلسات باتت فولكلورية. ومع ذلك يجوز السؤال مع تحديد موعد لاجتماع باريس الخماسي يوم 6 شباط، هل سيقود بري وجنبلاط انقلاب 6 شباط الرئاسي؟