بشكلٍ مفاجئ وغير محسوب، شهد سوق الدولار، مساء السبت بلبلةً غير عادية. صرافون أغلقوا مجموعات “واتساب” الخاصة بهم، القوى الأمنية توقف العديد من تجار العملة الكبار، فيما توارى آخرون عن الأنظار. كذلك، فقد تبين أنّ المداولات في السوق توقفت تماماً، والأمور تتجهُ نحو الضبابية.
ما يجري في سوق الدولار يندرج في إطار “خضّة” كبيرة حصلت للجم ارتفاع سعر العملة الخضراء، والمعلومات الحالية تفيد بأنّ معظم التجار الكبار باتوا “خارج السمع”، فيما أفيد عن توقيف أحد كبار الصرافين في بيروت ويُدعى “علي النمر”.
ماذا حصل مساءً؟
في ساعات المساء الأولى ليوم السبت، تبين أن عدداً كبيراً من الصرافين قد أوقف التداول عبر مجموعات “الواتساب” التي تضمّ آلاف المتعاملين، الأمر الذي لم تكشف أسبابه الحقيقية.
وفي السّياق، قالت مصادر ناشطة في سوق الدولار لـ”لبنان24″ إنّ “بعض الصرافين في السوق الموازية تواجهوا في ما بينهم بسبب تحديد الأسعار المرتبطة بمبالغ كبرى، الأمر الذي دفع بهؤلاء للمبادرة باتجاه إعلان وقف التداول من قبلهم بالدولار بشكلٍ مفاجئ ولفترة موقتة”.
مع هذا، فقد أفيد بأنّ بعض الصرافين المؤثرين أصبحوا “خارج السمع” حالياً، وقد تزامن هذا الأمر مع مخاوف جدية في أوساطهم من إمكانية استدعائهم إلى التحقيقات بسبب المُضاربة الحاصلة بسوق الدولار.
وبحسب المعلومات، فإنّ “الأجواء غير المستقرة” في أوساط الصرافين قد تؤدي إلى “بلبلة” جديدة على صعيد الأسعار، وهو الأمر الذي قد يظهرُ خلال الساعات المقبلة.
وإثر ذلك، كشف المعلومات عن قيام مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بعملية نوعية داخل أكبر مجمع تجاري في فردان حيث كان هؤلاء الصرافون يأخذون من المطاعم داخل المجمّع أماكن آمنة لنشاطهم من خلال الطلب من زبائنهم الحضور والجلوس على الطاولات كزبائن للمطاعم لتبدأ بعد ذلك عمليات تبادل الأموال.
ووفقاً لمعلومات “لبنان24″، فإن مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية ومفرزة استقصاء بيروت قاما بمؤازرة شعبة المعلومات بعملية أفضت الى توقيف الصرافين بالجرم المشهود.
كذلك، كشفت معلومات “لبنان24” أنّ بعض الصرّافين عمد، مساء اليوم، إلى إطلاق تهديداتٍ بفضح شخصياتٍ عديدة شاركت معهم بالمضاربة في السوق الموازية.
وفي السياق، نشر حساب جمعية المودعين عبر “تويتر” صورة قالت في تعليق مرفق بها إنها رسالة من أحد الصرافين تتضمن تهديداً بفضح مدراء مصارف وتجار شيكات بعد حملة التوقيفات التي طالت عدداً من الصرافين.
وبحسب الصورة، فقد جاء مضمون الرسالة على النحو التالي: “نحنا مش كبش محرقة ولا حنكون كبش محرقة وبس نتوقف سندلي بما لدينا من ضباط الى مدراء بنوك الى تجار شبكات يعني كلكن بالفلقة سوا معنا”.
مع هذا، فقد أفيد أيضاً عن توقيف الصراف “ح.خ.” الملقلب بـ”حسيحسون” ومساعده محمد بيضون. كذلك، ذكرت المعلومات أن القوى الأمنية تلاحق الصراف “م.ح.” و “م.ش.” المتوارين عن الأنظار.
وذكرت جمعية “المودعين” أيضاً أن كافة مجموعات الواتساب التابعة للصرافين غير الشرعيين في مدينة صور تمّ إلغاؤها مساء هذا اليوم.
وإضافة إلى ذلك، فقد تبين أن القوى الأمنية نفذت حملة توقيفات بالجملة لصرافين غير شرعيين في صيدا، صور، شتورا، بيروت، الشياح وطرابلس.
وفي الإطار نفسه، فقد كشفت المصادر عن توقيف شخص يدعى “أ.ج.” في منطقة القلمون، ويعتبر من الصيارفة الكبار.