لا يهوى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الاطلالات الاعلامية المكثفة، بل يختار التوقيت المناسب ليقول كلمته ويمشي.
قناعته الثابتة بأن الكلمة التي تقال في مكانها وزنها قنطار، أما الكلام المتبدّل حسب الضيوف والمناسبات فلا أثر له في ادبيات الدار والمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى.
Advertisement
ما يقوله صاحب السماحة لسان حال جميع اللبنانيين، وليس طائفة أو فئة،ويتكامل في ذلك مع ما يقوله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مرارا وتكرارا: ” أهل السنّة متمسكون بالدولة العادلة و الجامعة ، لأنهم الوعاء الذين يحتضن الجميع، رافضين كل المغامرات العبثية والإنقلاب الممنهج على الدستور وروحيته”.
قبل يومين اطلق المفتي دريان، نداء حسم فيه الموقف من الملفين الرئاسي والحكومي، في تأكيد واضح لثوابت دار الفتوى، فأكد أهمية معالجة القضايا المعيشية والصحية والتربوية والاقتصادية الملحة في مجلس الوزراء الذي ينبغي أن تكون جلساته مفتوحة للحد من الانهيار الذي يعاني منه الناس في ظل الشغور الرئاسي وإيقاف التناحر بين الأطراف السياسية، فالحكم يجب أن يكون في خدمة المواطن”.
ونوه “بالجهود والمساعي التي يقوم بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي انطلاقا من حرصه على الدستور والقوانين المرعية الإجراء وعلى تسيير أمور الدولة رغم الظروف الصعبة والتعقيدات المتعددة التي لا تساعد على نهوض لبنان من كبوته المزمنة”.
ودعا المفتي دريان “القوى السياسية في البلد الى تكثيف الحوار فيما بينهم لانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن الذي يعني كل اللبنانيين،كما رئاسة مجلس النواب ورئاسة مجلس الوزراء، معولا على حكمة رئيس مجلس النواب نبيه بري في إنجاز الاستحقاق الرئاسي”.
وقال: “لن تقوم قائمة للبنان إلا بانتخاب رئيس للجمهورية، وتعزيز هيبة الدولة وتفعيل مؤسساتها باتخاذ الإجراءات الإصلاحية المطلوبة”
وشدد على “ان الخلاف في أي مسألة تمس لبنان وشعبه ينبغي معالجتها بالحكمة والتبصر لا بالتخاصم والكيدية والمناكفات التي لا تؤدي إلا الى المزيد من الخراب والتشتت بحيث يدفع ثمنها المواطن اللبناني يوميا في موارد رزقه وطبابته وكل ظروف حياته ومعيشته”.
كلام المفتي دريان في التوقيت المفصلي رسالة لجميع من يعنيهم الامر بأن هموم الناس أولوية ولا اولوية اخرى تعلو فوقها. أما إختراع الازمات والاشكاليات فهي نوع من اللعب بالنار، واللبيب من أحكام الدستور وروحيته يفهم.