المعركة الرئاسية عالبارد … والعين على لقاء باريس

5 فبراير 2023
المعركة الرئاسية عالبارد … والعين على لقاء باريس


يأخذ الاستحقاق الرئاسي مسارات جديدة في ظلّ انعدام القدرة على الوصول الى توافق بين القوى السياسية والكُتل النيابية من جهة، والقوى الاقليمية والدولية المتنافسة من جهة اخرى.يتّجه “الثنائي الشيعي” و”حزب الله” تحديداً بشكل حاسم الى انهاء أي نوع من المفاوضات حول أي اسم جديد قد يُطرح للسباق الرئاسي، إذ يتُمّ حصر النقاش حول رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، واليوم يبدو أن قوى الثامن من آذار ترفض حتى اللحظة أي أخذ ورد حول اسم آخر إذ تتمسك بمرشحها “الوحيد” وليس في جعبتها خطّة “ب” كبديل من اجل الوصول الى حلّ وسط مع خصومها السياسيين.

من جهة اخرى، فإن القوى المناهضة لـ”حزب الله” تتّجه بدورها الى تبنّي شخصية أقدر من رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوّض على الحصول على أصوات في المجلس النيابي، ومن المرجّح أن الخيار قد وقع على قائد الجيش العماد جوزيف عون ليكون المرشح المواجه لمرشح “حزب الله”، علماً أن عون لا يبدو راغباً بهذا الاصطفاف، بل يريد أن يكون مرشحاً يحظى بإجماع القوى السياسية المعنية بالملف الرئاسي، لكن التطورات الاخيرة والمستمرة تجعل من “القائد” المرشح المدعوم من قِبل عدد لا بأس به من الكتل النيابية والتي بغالبيتها العظمى ليست على وفاق مع “الحزب” بل على اشتباك معه حول العديد من العناوين السياسية. لكنّ محاولات رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط لإقناع رئيس مجلس النواب نبيه برّي بانتخاب عون لا تزال تحتاج نوعاً من التوافق، خصوصاً وأن أحداً لم يذهب بعد باسمه الى المجلس النيابي وقد يكون هذا الامر بحاجة الى مزيد من الاسابيع ريثما ينضج الاسم تماماً في ظلّ التطورات الاقليمية والدولية المتسارعة بشكل كبير.يرى البعض أن زيارة سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد البخاري الى قائد الجيش حملت معانٍ عدة لكن ليست من شأنها أن تصبغه باعتباره مرشحاً طرفاً، انما توحي بموقف المملكة الواضح بأنها تريد رئيساً قادراً على جمع اللبنانيين ولكنه في الوقت نفسه قادر على اعادة فتح بوابة العلاقات المتينة بين لبنان والدول العربية ومختلف دول العالم.  ويؤكد هؤلاء أن المملكة حريصة على وصول رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن لكنها في الوقت نفسه لا ترغب في أن تتدخل باختيار شخصية أو تأكيد دعمها الا بعد مراقبة النتائج، وبالتالي فإن الزيارة، على الرغم من توقيتها، قد لا تحمل طابعاً رئاسياً كما أراد البعض الإيحاء، إذ إن المعركة الرئاسية لا تزال “عالبارد” وتبقى العين اليوم على اجتماع الدول الخمس في باريس غدا!